الصحافة و الإعلام و التواصل المغربي و معضلة غياب لغة الإشارة رغم الإمكانات المتوفرة
لسانكم : س ع المعزوزي
إن مشكلة غياب لغة الإشارة في الصحافة و الإعلام و التواصل المغربي هي أحد المشكلات التي تواجهها كثير من المجتمعات التي تعتمد على اللغة الإشارة كوسيلة تواصل للأشخاص الصم وضعاف السمع.
و يعتبر غياب لغة الإشارة في المنابر الصحفية الكبرى و المنابر الإعلامية أمرًا ملموسا لأنه يعتبر تمييزًا إعلاميًا وتحديًا لحقوق الأشخاص الصم في الوصول إلى المعلومات والمشاركة في الحوار العام.
و قد أكدت آخر الإحصائيات التي أعلن عنها منتدى فنون الإعلام و التواصل في دورته الأولى سنة 2022 من الرباط أن المغرب يتوفر على أزيد من مليون شخص من دوي الإحتياجات الخاصة ” الصم و البكم “.
كما أن إحدى الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو عدم وعي العديد من القطاعات التي تعنى بالتنمية إلى جانب وسائل الإعلام بأهمية إدراج لغة الإشارة في برامجها وتقاريرها، حيث يتم تجاهل حاجات ومتطلبات مجتمع الصم في الإعلام ، مما يؤدي إلى استبعادهم وعدم تمكينهم من الوصول إلى المعلومات بنفس الطريقة التي يستخدمها الأشخاص السمعيون.
و من الضروري أن تقوم وسائل الإعلام الوطنية بدمج لغة الإشارة في برامجها وتقاريرها من خلال استخدام مترجم لغة الإشارة أو وضع ترجمة بصرية للشاشة أثناء البث و كثير من البرامج ، حيث يجب أن يتم تدريب الصحفيين والمذيعين على التواصل مع الأشخاص الصم وضعاف السمع وتوفير المعلومات بطريقة سلسة ومفهومة لهم.
بالإضافة إلى ذلك،
يمكن أن تلعب وسائل الإعلام دورًا في زيادة الوعي بأهمية كثير من القضايا الوطنية الكبرى حيث تعتبر لغة موحدة عالمية تصل إلى كل أقطار العالم، عن طريق توضيح أهمية توفير الوصول إلى المعلومات لهذه الفئة من المجتمع، كما يمكن للإعلام أن يشجع على التغيير والتحسين في هذا الصدد.
باختصار،
فإن مشكلة غياب لغة الإشارة في الإعلام الوطني بكل مكوناته إلا في إطار مبادرات قليلة جدا و أحيانا موسمية ، تعد مشكلة أو تمييز إعلامي يمنع الأشخاص الصم وضعاف السمع من الوصول إلى المعلومات والمشاركة في الحوار العمومي، و من المهم أن تعمل وسائل الإعلام على دمج لغة الإشارة في برامجها وتقاريرها وزيادة الوعي بأهمية حقوق الأشخاص الصم وضعاف السمع ليكتمل مشهد بناء الدولة الإجتماعية .
