آخر الآخبارمحلي

سلا…موكب الشموع، صناعة الشمعة بين نية الإحتكار و مطالب الإنفتاح و الإبتكار

لسانكم : تحقيق س ع المعزوزي

لم يعد يعتبر المغاربة أن موكب الشموع الذي تسهر مجموعة من الأشخاص السهر على تنظيمه دون رؤية استشرافية تستجيب لأهمية الحدث و تطلعاته أمر يهم بالأساس حصرا على السلاويين فقط، بل قد تحول المخزون الثقافي لهذا الحدث إلى علامة تجارية مغربية في وقت يراد فيه أن يضل حِكرا على حِبر .

و كما هو معلوم، فإن موكب الشموع يخضع سنويا إلى عملية صناعة للشموع التي تسبق موعد الموكب، حيث يراد بهذه الصناعة إحتكار الورش دون فتحه في وجه الراغبين لتعليم هذا الفن و لتمرير مشعله إلى الأجيال المقبلة .

و قد فشل الموكب منذ سنوات، للوصول إلى مكانة مهرجان دولي يستقطب آلاف الزوار من جميع ربوع العالم و ذلك بسبب خلافات تنظيمية داخلية يعرفها الجميع .

و لأن صناعة الشموع و زخرفتها لا يمكن أن تخرج عن مسؤولية الصناعة التقليدية بسلا، فإن مندوبها الإقليمي بالمدينة لم يدلي برأيه و تصوره أو تطلعاته حول ما يحدث للشمعة السلاوية من عتمة تنظيمية لا تلبي مطالب المجتمع لحد كتابة هذا التحقيق الصحفي، كفتح أوراش سلاوية تسهر على تكوين خيرة شبابها من الغيورين على ثراث أجدادهم إنطلاقا من التصنيع و البناء و التزيين و العرض و ” فن رقصة الشمعة ” احتفاء بصعودها وسط قبة الولي عبد الله بن حسون، لتضل فئة معينة من الحسونيين دون آخرين إلى جانب جمعية أبي رقراق المسؤول المباشرعن أفق مستقبل الشمعة بإغلاق ملف الأوراش الخاصة بالحدث !

ومن المعروف أن عملية صنع شموع الولي عبد الله بن حسون، غالباً ما تتم بواسطة أفراد معينين من مدينة سلا العتيقة، إلا و أن الأمرغالبا ما يؤدي إلى حدوث احتكار مباشر قد يفضي إلى نهاية المشهد بعد نهاية العمرالمحدد للفرد المحتكر.

و من الواضح أن هذا الاحتكار قد يؤدي إلى عدة تحديات ومشكلات كذلك، كونه يعتمد كثيرا على عدد قليل من الأسر أو المجموعات في الإنتاج، و هو ما عجل بتراجع الجودة وتكرار التصاميم سنويا بسبب عدم الإنفتاح على القوى الإقتراحية، و هو ما أثر سلبًا على تنوع الصناعة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد شكل الهروب من فتح ورش محلي للتكوين، صعوبة في تطوير المهارات ونقل المعرفة للأجيال اللاحقة .

و في اعتقاد لسانكم، أنه للتغلب على هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة إجراءات. حيث من المفترض على الحسونيين دعم التكوين و التدريب في هذه الصناعة التقليدية لتطوير المهارات والحفاظ على التقاليد المحلية، بإطلاق مؤسسة أو كيان جمعوي خاص بالحدث .

كما ينبغي أيضًا الإنفتاح  على الشراكات و الفنانين والحرفيين المحليين والجمعيات والمؤسسات الأخرى للإرتقاء بالإنتاج وتوسيع قاعدة الإهتمام المحلي إلى الدولي.

و في حالة الفشل في فتح هذا الورش الذي تُلح عليه كثير من الأصوات عبر الظرفية و التطورات المرحلية ، فإن فرضية اللجوء إلى كوكب الصين العظيم، تضل قاءمة وواردة  لإستنساخ عشرات النمادج التصنيعية بمجرد تحليل مخبري بسيط لن يأخد أقل من أسبوع ، ” إنه العلم يا سادة ” ، أضف على ذلك أن كثير من الأتراك يمتلكون القدرة العلمية و المعرفية لفتح أوراش في الأمر حسب ما أكده للسانكم أحد المتصلين العارفين بخبايا الأمور.

باختصار و للإنصاف، فإن الاحتكار في صناعة ” الشمعة السلاوية ” قد يكون له تأثير إيجابي وسلبي على المشهد الاقتصادي والثقافي. 

كما يجب أخذ تأثيرات الاحتكار في الاعتبار عند رسم أهداف موكب الشموع، لتعزيز ودعم صناعاته لتعود على التنمية المستدامة والمحافظة على التراث الثقافي بالجهة، خصوصا و أن مدينة سلا العتيقة مقبلة على تحول كبير يجب أن يأخد بالحسبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى