غياب طبيب التوليد بمستشفى العرائش يتسبب في وفاة نافس بمدخل طنجة على متن سيارة اسعاف
لسانكم :
هشام الدرايدي
لفظت سيدة شابة انفاسها الاخيرة مساء السبت 13 يونيو 2020 في تمام الساعة 6 على متن إحدى سيارات الإسعاف التابعة لمندوبية وزارة الصحة بالعرائش بمدخل محطة الأداء بالطريق السيار بطنجة ، بعد ان كانت متوجهة الى المستشفى الجهوي محمد الخامس قادمة من قسم الولادة التابع للمستشفى الإقليمي الاميرة لالة مريم بالعرائش.
و حسب مصادر ، فان السيدة الشابة زوجة لأحد رجال القوات المساعدة بالعرائش، دخلت قسم الولادة بالعرائش ظهر يوم السبت، و قامت بولادة جنينها ولادة طبيعية في حدود الساعة الخامسة تقريبا، في غياب الطبيب المولد في تلك الاثناء و الذي يصادف عطلته الاسبوعية، إلا أن جرح الولادة حسب ذات المصدر لم يلتئم، ما عجل نقلها الى مدينة طنجة من أجل معاينتها من طرف طبيب اختصاصي في الولادة بمستشفى محمد الخامس الجهوي، و إجراء الكشوفات اللازمة والتدخل التخصصي الضروري من أجل خياطة الجرح المستعمل أثناء الوضع.
كما يضيف ذات المصدر أن الجنين ازداد في حجم فوق الطبيعي بحوالي 1 كيلوغرام أي ما يعادل 4،7 كيلوغرام، الأمر الذي صعب التئام الجرح، و أدى الى وفاة السيدة بنزيف داخلي على الأغلب بعد ساعة تقريبا من خروجها من العرائش، وقد تم ايداع جثة الهالكة بمستودع الأموات بطنجة، بعد حضور فرقة من الشرطة القضائية التي سجلت محضرا متعلقا بدخول الحالة إلى المستشفى الجهوي و هي متوفية.
و في جانب آخر فقد شكلت المندوبية الاقليمية بالعرائش مباشرة .بعد توصلها بخبر وفاة النافس لجنة مختصة في تقصي الحقائق للوقوف على ملابسات الوفاة، و هو بروتوكول دائما ما تعتمده الادارة في حالة وفاة الجنين او الام الواضعة، و يصدر عنه تقرير رسمي بعد انقضاء 24 ساعة، حسب ما أكده الدكتور شوقي أميران مدير المستشفى الإقليمي الاميرة لالة مريم بالعرائش لجريدة العلم للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، و انتظار التشريح الطبي للجثة الذي سيشرع في إجرائه الطبيب الشرعي بتعليمات من النيابة العامة بطنجة.
حري بالذكر أن اقليم العرائش يتوفر على معظم التجهيزات المهمة التي تساعد المرضى الحوامل البقاء بنفس المشفى دون مغادرته الى طنجة في مثل هاته الحالات، الا أن النقص الحاد في الموارد البشرية من تقنيين و اطباء مولدين يضطر المريض المخاطرة الى قطع مسافة قرابة ال100 كيلومتر الى المستشفى الجهوي لاستكمال علاجه او من اجل الوضع، ما قد يسفر عن حالة الوفاة مثل ما حصل مع الهالكة، كما ان طبيبا مولودا واحدا لتغطية كل أقسام الولادة بالإقليم سبب كفيل لحصول كوارث في صفوف المرضى الحوامل تؤدي بعضها الى الوفاة.
و قد طالبت جهات جمعوية و حقوقية بالاقليم الوزارة الوصية بتطعيم المركز الاستشفائي الإقليمي بأطر طبية اخرى في التوليد من خلال مراسلات و وقفات احتجاجية، خصوصا و أن حادثة مماثلة سبق ووقعت بنفس المشفى قبل أشهر راح ضحيتها أم وجنينها من القصر الكبير اهتز لها إقليم العرائش.