فاتح ماي من كل سنة، فرصة العاطل لتجديد الحقد على وضعية الشغل بالمغرب
لسانكم : بقلم س ع المعزوزي،
و يعيش المغاربة منذ سنين على وقع الإحتفاء بعيد الشغل و التعايش مع متلازمة السيد والعبد .
و قد تعددت فلسفات الهيآة النقابية في فهم حقيقة العمل وقيمته انطلاقاً من أرقى طبقة، حيث لم يقدم المغاربة أي دراسة أكاديمية جدية حول رؤية العاطل عن العمل في كيفية قرائته ليوم فاتح ماي من كل سنة .
و قد لامستها، من وجهة نظري ، كعلاقة الحي بالميت ، أو المحتفي بعيد ملاذه بين مقابر الأموات .
حيث نظر المناظل المغربي في مسيرة نظاله و الصورة التي قدمها للمواطن البسيط ،على أنه في دفاع مستميت عن الوظيفة و ” السميك ” و كثلة الأجور و حق الزيادة و وووو هلم جرا دون تشريح فعلي حديثا عن ” الطراح ” و ” مول الحوت ” و ” الخضار ” و ” الصبانة ” و ” النجار ” و ” مول جافيل ” وووووووووو مآت الوظائف المُمتَهَنة يوميا و التي تسير و تسبح في فلك الفوضى القانونية و انعدام التقنين و تحصين المسار من كل خطر يحدق به .
لقد شكل يوم فاتح ماي ، فرصة سنوية لتجديد حقد المغاربة على بعضهم البعض ، كون أن المناظل لم يرتقي بعد إلى كيفية صياغة نمودج مهني منصف يساهم عبره في جبر خاطر العادلة المهنية المكسورة .
ومع تأزم الوضع الإقتصادي بشكل مستمر، فإن حياة الطبقة الشغيلة البعيدة عن كل أبجديات التوظيف الحكومي و الخاص ، لم تبقي الحاجة اليوم للأكل والشرب فقط بل انتقل التدقيق إلى تداول فلسفة اجتماعية تساؤل جهابدة النظال النقابي عن وضعية الكم و النوع في معادلة الترافع عن فئة معينة .
إن مجرد التفكير في العاطلون و العاطلات المغاربة ، لأمر يحيلنا إلى التفكر بالطرق العلمية لإنجاز دراسة وطنية تكون هاجسا أكبر المردود والعائد الحقوقي المنصف الذي يساهم في دعم مسار تحقيق الكرامة ، خصوصا و أننا نعي جميعا أن السلطات ستشن حربا غير مشهودة في قابل الأشهر و السنوات على الباعة المتجولون و الفراشة و كثير من كثير يسبحون في دورة اقتصادية صغيرة الشكل كبيرة العمق فيما تحقق نفعيا على الأفراد و المجتمعات الفقيرة .
إن هذا التعقيد لا محال له سيضر بالعامل الغير متواجد في إطار صورة المناظل و المناظلة عن حقوق الشغيلة بالمغرب. ومن أجل ترميم هذه العلاقة، أعتقد يقينا أن رب النظال المزعوم مطالب لمعالجة الضرر بالطرق العلمية انطلاقا من بعض الإشارات التي عرضتها في هذا النص.
فحينما أشرت إلى جهابدة النظال فإن كلامي موجه إلى السيد ميلودي موخاريق و كل المناظلين و من يسيرون على دربه للنزول لطرق أبواب الجامعات والمعاهد ليبحثوا لهم عن طرق بديلة لا يكون لها الأثر السلبي على العامل، لتشكل استجابات تتنوع حسب جميع الاختصاصات.
لأن الإحتفاء غي بيا و بيك و إقصاء هذاك و هاذيك ، لا يشكل إلا فرصة سنوية لتجديد كل مظاهر الحقد اتجاه الجميع ، و لنا أسوة في حكاية ” ابن ادغل شي داها فالشكيمة وشي سرق البغل “…
رؤيا نقدية ثاقبة لواقع يوم دولي للعمال من منظور المغاربة ،وهو جدير بالقراءة لاستبباط اشارات تندر بمستقبل الشغيلة المغربية .