آخر الآخبارمقالات

من وراء فوضى الاستيلاء على أرصفة العرائش ؟

لسانكم :

بقلم هشام الدرايدي

اصبح متداولا في الاوساط المغربية ان المارة الراجلين العرائشيين فوضويون و غير منظمون، و يستعملون الشارع للمشي بدلا من الرصيف، عكس باقي الراجلين بالمدن المغربية، الا ان هذه الفرضية في نظري غير صحيحة البتة، و تهمة باطلة شيئا ما في حق العرائشيين، و انما الظروف الفوضية بالمدينة المفروضة عليهم جعلتهم متهمين بالفوضى، لتعودهم عليها.

سناخذ مثالا نستدل به على صحة الفرضية من عدمها، بمدينة طنجة نموذجا، و التي يتوافد عليها معظم العرائشيون و بكثرة طيلة السنة، اذ تجد ارصفة شارعها الرئيسي على سبيل المثال ليست بالوايعة، الا ان كل المارة الراجلون يستعملونها باريحية و لا يضايقون السيارات بالشارع الا للعبور الى الضفة الثانية من الشارع، و من بين هؤلاء المارة يكون عدد لابأس به من العرائشيين المتواجدين بمدينة طنجة، يلتزمون بنظام الجولان المعمول به هناك، فكيف نجحت طنجة في ضبط العرائشي في حين فشلت مدينته فعل ذلك؟؟!!

إن اهم ما يميز ارصفة مدينة طنجة هو النظام المفروض على المقاهي و المحلات التجارية و المرخص لهم استعمال ربع مساحة الرصيف كحد اقصى، و منع بعض المحلات التجارية الاخرى استعماله لما قد يعطل من حركة الراجلين بها، و يفسد نظامها المحكم، امر اخر و من نفس الشارع الرئيسي، فتموقعه الجغرافي يمتد من اسفل حي النجمة صعودا الى ايبيريا، و من إلقاء نظرة من اعلى ترى الكل يصعدون من سفح الى قمة هضبية، الا ان المارة الراجلين لا يلاحظو هذا الامر، لان الأرصفة هيئت بشكل متناعم تجعلك تتنقل بينها بانسيابية دون التعثر او الاضطرار للنزول الى الشارع، حتى الاشجار الجانبية للرصيف مرصوصة بشكل متناسب معه، و لا تعيق المارة البتة، مما يجعل اي عرائشي ولج الشارع ان يعبر مع المارة عبر الرصيف، و لا تستطيع ان تفرق بينه و بين طنجاوي او تطواني او غيره.

و بالعرائش نفس الشارع في التسمية لا يتعدى ربع عشر شارع طنجة الكبير. الا ان المارة “يضطرون” ترك الرصيف و اللجوء الى الشارع السوي رفقة السيارات، لان ارصفته معظمها “معوقة” او من “ذوي الاحتياجات الخاصة”، و انت مار بالرصيف، فجاة تجد خيمة منصوبة فيه فتضطر النزول الى الشارع لتسلم او تصافح سيارة ثم تعود للرصيف بضعة امتار لتجد مرة اخرى مقاهي استغلت خمسة اسداس منه و تركت لك سدسا فارغا لتلعب مع باقي المارة عليه المشي على الحبال، فتغادر الرصيف و تعود اليه تارة اخرى، لتجد عشرات الدرجات تضطر لصعودها و تنزل عشرات اخرى، فتضطر النزول تارة اخرى للشارع لتحادث سيارات جدد، فتجد نفسك بعدها وصلت الى نهاية الرصيف، و معظم مشيك بجانب السيارات، لتصبح عرائشيا فوضويا، رغم انك فقط زائر جديد وفدت عليها لاول مرة.

خلاصة الموضوع، الفوضوي هو المراقب و المسؤول على التهيئة الحضرية، و على المحلات التجارية و المقاهي و غيرها الذي تعود على غض الطرف، و عدم حماية حق و ملك المارة الراجلين، و حول المدينة. بتكاسله و نومه الى “دشار” و نسبت التهمة الى العرائشي، فبات إلحاحا ان نصبح طنجاوة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى