هذه هي خلفيات شائعة عودة الحجر الصحي و هل سيمر الأمر ببساطة ؟
لسانكم :
سعيد عيسى المعزوزي،
إنتشر خبر عودة الحجر الصحي بالمغرب كانتشار النار في الهشيم ، حيث رسم حالة عامة من الترقب بين جميع الفئات العمرية للمجتمع .
هذا الخبر لم يكن حبيس مواقع أو جرائد مبتدئة أو فاقدة للكفاءة العملية ، بل كانت جرائد كبرى أقرب إلى الإنسياق في هذا المنعرج المهني الخطير .
و لأن بعض الجرائد الله يهديها أصبحت تنهل من مواقع التواصل الإجتماعي و بعض مجموعات الواتساب كمرجع مهني أو مصدر مؤكد ، فإنها بذلك أسست لنفسها مرجعا سيشكل الفأس الذي قد ينهي سمعة و مسار هذه المؤسسات بلا شك .
و يعود إنتشار خبر عودة الحجر الصحي إلى إحدى المواقع الجهوية التي تنشر باسم جهة شرق المغرب ، دون أن يُعرف لحد الآن ما هو السبب الذي دفع بهذه المواقع إلى نشر مثل هذا الخبر في هذا التوقيت بالذات !!!
الإشاعة الذكية :
يمكن تفسير ما نُشر من قبل بعض الجرائد التي انساقت بقصد أو عن غير قصد ، كان مجرد تجهيز خاص لنفسية المواطن إلى مرحلة إعداده و قراءة الآثار المحتملة التي ستنشئ عقب انتشار الشائعة.
و لأن أضرار الإشاعة الذكية على المجتمعات المتقدمة ضعيفة الأثر بخلاف المجتمعات العربية بما في ذلك المجتمع المغربي ، فيمكن القول ، أن مروج هذه الإشاعة لا زال ينظر إلى المغرب و هيآت الرقابة المهنية بعقلية اكلاسيكية حيث لم ينتبه إلى دور المجلس الوطني للصحافة بالمغرب .
لقد كانت استمالة المواطن البسيط، وتوجيه تفكيره وآرائه لتكون في خدمة نتائج الإشاعة ، أمر غاب و لا زال يغيب عن كثير من زملائنا مدراء المواقع ، زد على ذلك أن بث الذعر والرهبة لا يمكن إلا أن يفسر بخيانة ميثاق أخلاقيات الصحافة الوطنية .
و تتوقع جريدة لسانكم ، و التي اعتادت نهج التأني في تفسير الأحداث أن يتدخل المجلس الوطني للصحافة مشكورا على مساءلة مروجي هذا الخبر الذي أصاب من المواطن ما أصاب و لو لساعات قليلة .
و جدير بالذكر ، أنه كلما انتشرت مثل هذه الإشاعة المغرضة ، فإنها تخلق ارتباكا عاما يُفقد القدرة على ممارسة الحياة في شقها الطبيعي و لول لفترة قليلة .
و عودة إلى ميثاق أخلاقيات الصحافة الوطنية ، و قراءة في إحدى التقارير التي تم نشرها فيما مضى فإن الالتزام بأخلاقيات المهنة ركيزة من ركائز الممارسة الصحفية، لكنه يكتسي خلال الكوارث والأزمات والجوائح أهمية قصوى، خاصة مع ما يمكن أن تسجله مثل هذه الأزمات من انتشار كبير للشائعات أو الأخبار الكاذبة أو المضللة.
و لهذا و من وجهة نظرنا المهنية فإن وجوب مساءلة مروجي الأخبار الكاذبة و الشائعات التي تمس الأمن و السلم النفسي للمجتمع أمر وجب الإسراع فيه و هو ما نأمله من اللجنة التأديبية للمجلس الوطني للصحافة مشكورين تكليفا و تشريفا لما يقتضيه ميثاق أخلاقيات الممارسة الصحفية بالمغرب.