آخر الآخبارمقالات

رأي و إشارات…أسباب تدني الشعبية و كيف أصبح آخنوش أسوأ تجربة حكومية في تاريخ المغرب…

لسانكم :

بقلم سعيد عيسى المعزوزي،

وفقا لعشرات المقاطع و مآت التصريحات و ألاف التعليقات و التفاعلات التي شهدها العالم الإفتراضي و الشارع المغربي ، اعتُبرت إدارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش بتوافق حزب الأحرار و الإستقلال و الأصالة و المعاصرة ، بالأسوأ في تاريخ الحكومات المتناوبة على تدبير و تسيير الشأن العام بالمغرب، حيث لم يكن ليحقق رئيس الحكومة هذا “الإنجاز” الغير مُرضي ، على الرغم من ذلك ، دون دعم للحزبين اللذان يسيران على خط التوازي المستمر .

فمن خلال تفويض غير مباشر للدورة الإقتصادية المتوسطة إلى المتضاربين و ” مالين الشكاير ” ، يمكن القول أن حكومة آخنوش قد انتهكت عمداً بعض الحقوق الدستورية والمدنية لملايين المغاربة، بفرض إرادة رأس مالية على أقواتهم ، ما تسبب في تهديد مباشر لقدرة شرائهم و سبل عيشهم.

و تعهد أخنوش سابقًا بالإنتقال إلى السرعة القصوى في اتجاه تفعيل الحماية و الرعاية الإجتماعية و محاربة أي شكل من أشكال التفويض الإقتصادي الشرس، لينتقل المستهلك عكسا من حالة إنتضار نتائج الإصلاح إلى حالة الغليان ، حتى أن الناطق باسم إدارة آخنوش اعترف بأن الحكومة لا تملك القدرة على خلق المعجزات و هو ما تناقض مع وعود الإصلاح قبل الولاية الأولى لحزب الأحرار .

كما روج دُهات التواصل التابعين للخلية الإعلامية للأحزاب الثلاث، علنًا لفكرة أن الإنتقال السلس هو “الحل النهائي” للفقر و غياب سياسة اجتماعية تعكر عمل السلطة التنفيذية لطموح الحكومة.

دعونا ! نتذكر ، أن المغاربة شعب طماع في كل مرة يغلبه كذاب ، لأن الإنتخابات لعبة وعود تكون خارج سياق معرفة او الإطلاع على الملفات الكبرى للوطن و منها الحارقة إن صح التعبير، و بما أن أي مرشح لا يملك سلطة الإطلاع على هذه الملفات و خباياها ، فإن أهم وجبة يقدمها هي وعد المواطن ، كلام منطقي ليس فيه دفاع عن حكومة آخنوش لكنه تحصيل حاصل .

لقد كان انتهاك بعض بنود الدستور و حقوق الإنسان و الحريات العامة و حتى الخاصة عن قصد أو غير ذلك ، خرقًا لقسم حكومة أخنوش ، علاوة على ذلك ، وفقًا لمعايير خاصة ، فقد تحول آخنوش إلى الرجل الأكثر فشلًا في مكافحة الفقر و الرشوة و الفساد الذي ازداد في فترة تولي حزبه الأمانة الكبرى ” الحكومة ” ، كما فشل آخنوش في إطلاق الحكومة الرقمية بالإظافة إلى فشل كبير في الحد من ظاهرة الإرتباك الإداري و الفوضى التنظيمية بكثير من الإدارات بجل ربوع المملكة.

و يذكر المغاربة أنه  خلال حملة آخنوش الانتخابية ، انتقد الأخير عبد إله بن كيران  بترويج فكرة أن ” الروبينيات مسدودة على البلاد ماحد العدالة دايرة العصا فالرويدة ” في إشارة إلى خرجات منافسه الشرس بن كيران، واعدًا بأنه سيفعل ما هو أفضل.

و قد كانت الأيام المئة الأولى من تولي رئيس الحكومة آخنوش أشبه بكأس نصفه ممتلئ والنصف الآخر فارغ ، و اللبيب يرى أن جل الكأس يسبح في فراغ الهواء.

و بمعايير خاصة فإن أداء آخنوش جيد للغاية ، فقد استطاع الإلتزام بالصمت و عدم التفاعل مع الشارع و الإشتغال في هدوء و بانسجام مع محور التدبير ، لكن بمعايير العامة فإن أداءه غير مُرضِِ للغاية يستدعي حزمة إغاثة اقتصادية عاجلة غير ترقيعية من تداعيات موجهة الغلاء التي تَأَكَدَ أنها غير مرتبطة بأي سياق دولي أو أحداث إقليمية.

و بتجربة حكومة عزيز آخنوش، الحكومة التنفيذية الثالثة والثلاثون منذ استقلال المغرب في سنة 1956، حيث تسير هذه الحكومة عبر ثلاث أحزاب تمتلك كل مقومات التسيير و التدبير، فإن المغرب يكون قد طوى آخر التجارب الحزبية ما قبل تجربة الأصالة و المعاصرة المقبلة ، لما يزيد عن 60 سنة منذ استقلال المملكة عن الإحتلال الفرنسي العلني ، حيث أصبحت بعض الأصوات تتحدث سخرية عن تجديد المطالبة بالإستقلال على مقاس الوضع الجديد للمغرب.

و يمكن القول ، أن المغرب ، أصبح مطالب بإنتاج تجربة سياسية جديدة تفاجئ القارة و العالم بنفس مقاس وليد الركراكي و كرة القدم الوطنية التي فاجئت المجتمع الدولي ، لأن كل التجارب الحزبية المتشابهة شكلا و مظمونا عبر إنزال نفس آليات التسيير و التدبير ، أكدت أن المغرب انتقل من التعامل مع أزمة نخب سياسية إلى حقيقة مرة مفادها ” تأثيرات إنقراض النخبة السياسة في المغرب “.

و قد شكلت تداعيات تدني شعبية رئيس الحكومة عزيز آخنوش إلى أدنى مستوياتها ، فرصة للتفكير بعمق ، أن التجارب الدولية المُلهمة تصلح لإعتمادها بالمغرب و لنا أسوة في قوانين دولية يعتمدها المغرب منذ عشرات السنين ، حيث يمكن القول في النهاية، أن إدارة عزيز أخنوش ترفض إخبار الشعب المغربي بالحقيقة، و أن التجارب لن تنجح عبر أي حكومة و أي حزب في تحقيق أي نمودج تنموي يُحدث صدى و أثر داخلي و خارجي ، لأن هناك أمور كبيرة متداخلة و مركبة البنيان لا تجعل أي حكومة أو أي حزب أو أي شخصية كيف ما كانت أن يدخلوا تاريخ الرمزية إقتصاديا و إجتماعيا…” حدك تم ” .

و خاصك تكون فاهم الـلعب باش تكـتب و ليس كل ما يُعرف يُكـتب…

مارأيك ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى