إنفراد : ملايير مكدسة لكبار اسطبلات خيول السباق، فلماذا العويل و البكاء في هذا الظرف الاستثنائي بعد يومين من توقف السباقات ؟؟؟
لسانكم :
في ظل أزمة وبائية غير مسبوقة بالمغرب، كما بجل بلدان العالم، واكبتها تدابير صارمة لحماية صحة وسلامة المواطنين، وأهمها فرض حالة الطوارئ الصحية، ازدهرت مبادرات تتوخى المساهمة في جهود تقليص الحياة العامة لكبح جماح فيروس “كورونا”، وتنطوي على حس إنساني وتوعوي هادف.
يكتسب المغربي بعض الصفات فطرياً، ويفتـقد أشياء لأنه مكره على ذلك أو لأنه لم يستغل فرصته في الحياة بالشكل المطلوب، فالمغربي متميز في كل شيء والحياة علمته أن لا يستسلم، وعليه فإن هذه العلامات تبرز هذا التميز وتجعل المواطن المغربي البسيط فريداً من نوعه من حيث التكافل و العطاء و التضحية في جميع الأوقات.
و حينما توصلنا بعريضة من أصحاب مربي خيل السباق، نقف في نفس الوقت على اكتشافها تجوب مواقع التواصل الاجتماعي ن حيث جاء في مفادها أن قطاع تربية سباق الخيل يعيش خطرا داهما و أنه مهدد بهاته الجائحة التي لم تكمل حتى شهرا من بدايتها.
و من هنا كان لابد لنا من الاستقصاء و البحث عن الحقيقة التي كانت دائما محاطة بالسرية و الغموض في قطاع يدر على ممتهنيه ما يقارب 250 مليون درهم أو 25 مليار سنتيما سنويا بالإضافة إلى امتيازات أخرى سنتطرق لها لاحقا و التي تدر هي الأخرى ملايير السنتيمات سنويا لملاكها الكبار، و أنا أقصد هنا أصحاب المئات من الخيول و ليس صغار المربين.
و في عملية بحثنا عن الحقيقة ، فإن توقف السباقات كان يوم 18 مارس 2020 ضمن التدابير التي اتخدتها الشركة الملكية لتشجيع الفرس لفرض حالة الطوارئ الصحية ، و بعدها ب 48 ساعة توجه أصحاب الضيعات الكبيرة أو المكتب الدائم لسباق الخيول برسالة إلى وزير الفلاحة عنوانها ” أزمة اقتصادية لقطاع سباق الخيل ” ، و نصها جد متناقض بحيث في أول الرسالة يقولون أنهم متضامنون فقط و بدون تفسير ، وهنا نريد أن نعرف هل هو تضامن مادي أم معنوي ؟ ، فالجواب حبيس المكتب الدائم لسباق الخيول الذي ننتظر جوابه ، و لكن نحن نعرف و واثقون أن الملايير التي راكموها في السنين الأخيرة في السباقات لم نرها على العاملين بهذا القطاع الذين يعانون الحاجة و العوز و قلة الحيلة.
و علمنا أيضا من مصادرنا الخاصة أن التعويضات و مستحقات سباقات الخيل لشهر فبراير 2020 و نصف شهر مارس 2020 قد تم تحويلها إلى جميع المربين كالمعتاد في وقتها و بدون تأخير، مما يفند الأزمة المالية لهؤلاء ، و لماذا خروج العريضة في هذا الوقت بالتحديد و من المستفيد !!!
ورجوعا لنص العريضة و الرسالة معا التي أقل ما يمكن القول عليها أنها ذات طابع أناني ونرجسي و ليست لها علاقة بأي معنى من معاني التضامن أو التآزر بل عريضة تكرس لمفهوم ” ال أنا ” و من بعدي الطوفان و أريد الاستفادة لوحدي رغم امتلاكي للملايير فأنا لا يهمني أي أحد ، والمهم أن أستفيد بأي طريقة و في أي وقت ، و الأهم هو أن الملايير يجب أن تسكب في جيوبنا رغم الجائحة ، بالإضافة إلى ذلك فأنهم يريدون إدارة على مقاصهم تلبي طلباتهم بدون نقاش و بأسلوب غير لبق يخلو من أدب الحوار ، و ما أثار انتباهنا كذلك هو مطالبتهم بالإعفاءات الجمركية و الضريبية رغم تكديسهم للملايير و هذا التساؤل نوجهه بالذات إلى وزارة المالية و الاقتصاد.
و من هنا ندعو القائمين على هذا القطاع خاصة و الحكومة عامة بإعادة النظر بالعديد من الإجراءات و اتخاذ التدابير اللازمة لردع مثل هؤلاء المستفدين الوحيدين من أموال المراهنين، و خلق مبادرات خلاقة لتشجيع البحث العلمي و البيطري في هذا القطاع الذي أصبحت مداخيله حكرا على أصحاب الضيعات الكبيرة فقط.