آخر الآخبارمقالات

غير متوقع : فيروس كورونا يتسرب إلى مول العضم ” تجربة لا يجب أن تمر “

لسانكم :

بقلم سعيد عيسى المعزوزي،

مع انتشار فيروس كورونا، أنتشرت معه مآت الشائعات داخل و خارج المغرب.

و لأننا كنا مؤمنين بحالة هلع ستصيب المواطن المغربي إلى غاية كتابة آخر كلمة من هذا النص الشاهد، فقد كان من الضروري التفكير بعمق و استحضار بعض مهاراتنا التواصلية للمساهمة في زرع الطمانينة في نفوسنا الضعيفة التي أصبحت أكثر عرضة لتصديق أي شي من أجل لا شيء.

و لأن بعض إعلامنا الرسمي ، كان و لازال أول مسؤول عن فراغ أحدثه على مستوى الترفيه أو التثقيف ، فإن تواجد إعلام مستقل حل محل هذا السيد بدياره ، و لكنه قد حل دون ضوابط مهنية من جهة أو دعم مادي مقنن من الدولة أو من أي جهة تريد مصلحة الوطن ساعة المحن من جهة أخرى.

كل هذا و لأنني حريص على أن أكون رجل ميدان يقترب من ملامسة الحدث، فقد تفاجئت عند حالة فريدة وقفت عندها اليوم ، و هي لمواطن يقول جيرانه أنه طالما تشدق بقطيعته التامة مع مواقع التواصل الإجتماعي زد على ذلك أنه يؤكد في كل محطة و مند ضهور الهواتف الذكية قد كان في معزل عنها و يعيش حياة هنية بعيدة عن ما نعيشه نحن اليوم، لأجده يطلب مني كيفية تثبيت تطبيق الفيس بوك في هاتفه الذكي الجديد و هو يلح بإصرار أنه لا يستطيع البقاء في معزل عن معرفة آخر تطورات الحرب الوبائية الجديدة ، إذن كيف سيتعامل هذا الوافد الجديد مع المعلومة الكاذبة و كل ما يروج في هاتفه الذكي ؟ هل سيتحول هذا المواطن إلى وباء متحرك في حد ذاته عبر إعادة نشر المعلومة كما هي ! ، مرحبا بك…!!!

ففي الوقت الذي انتقل فيه وباء ” كورونا كوف 19 ” إلى فضاء الفيس بوك ، ليحول جل و معظم صفحاته إلى إمبراطريته و سيدا متربعا على محتواها التواصلي الحالي ، تزامنت قوة حضوره عبر الإشاعة و تهويل المواطن دون معرفة ما يمكن أن تتسبب فيه هذه الأخيرة من إنعكاسات سلبية على السلم الإجتماعي و الإستقرار الإقتصادي للمدينة و باقي التراب المغربي.

تجربتي مع المقربين من رؤوس المسؤولية بالمدينة قبل إنتشار الوباء ،

تعودت و تعود قرائي أن نغوص معا في نقل و تحليل أحداث البعد الدولي بما في ذلك تربصنا بشكل مستمر لأعداء الوحدة الترابية و ما ينشرون خارج الوطن و ضد مساره السياسي ، و لأن إطلاعنا بشكل يومي على ما يجري في المطبخ الإخباري الدولي ، فقد حاولنا قبل تفشي الوباء بشمال أفريقيا أن نربط إتصالا مباشرا مع بعض المقربين من رؤوس المسؤولية بالمدينة التي يصدر منها هذا المنبر ، حيث قمنا بإقتراح تنظيم يوم تأطيري معمق كمبادرة محلية لتعبئة الإعلام المحلي حول فيروس كورونا ، ليكون على شكل لقاء بأحد مراكز المدينة حيث يهذف اللقاء للمعالجة الإعلامية للوقائع المتعلقة بفيروس كورونا استباقيا ، حيث كان من المقرر أن أجمع مواقع محلية و أصحاب صفحات فيسبوكية كبرى و جمعيات محلية ، حيث سنقوم رفقة ظيوف إعلاميين مرموقين لمناقشة طرق الإنخراط جميعا في وسائط و وسائل ضرب الشائعات و تهدئة الوضع العام و نشر صورة إيجابية مخالفة لأي صورة سلبية في ظرفية جد حرجة، كمحاولة منا لأن ننتقل من مشهد الخوف و الهلع الذي حذرنا منه قبل فوات الأوان .

و مع كل ذلك، فإن كل المجهودات و الإتصالات التي قمنا بها للتحذير و تقديم اقتراحات إعلامية تخدم مصلحة الإستقرار الإجتماعي، قد قوبلت برد تقليدي كان مفاده : ” أن هناك مسالك إدارية يجب سلكها و اتباعها بإشراك وزارة كذا و كذا “.

هذا الأمر لم يغضبنا بقدر ما أراحنا ،لأننا ” درنا اللي علينا ” و كم من حاجة قضيناها بتركها…

كما أن صيغة الرد أكدت أن مضمونه مجرد هروب من تحمل المسؤولية، لأن ما قمنا بطرحه يفوق أفق المنصب و المسؤولية على المستوى البعيد، لذلك لم يعيروا الأمر أي اهتمام مند أزيد من أسبوعين مضت قبل كتابة هذا النص الشاهد…

و لأن لسانكم منخرطة و بقوة في قراءة و تفسير و نقل أحداث البعد الدولي، فقد كان لنا هذا التواصل في وقته الاستباقي مند بداية تربص الوباء بالمغرب ، و لكن ضيق الافق و رجعية الفكر الوظيفي أفرز ما نحن عليه اليوم و ما سنكون عليه غدا …

لا ننكر أننا حاولنا أن نخفف العبئ عن الدولة من خلال مدينة مستقرة إلى وطن مستقر ، لكن بعض الموظفين المتحجرين الذين كنا نسعى لاقناعهم بضرورة السبق و أن هناك هلع سيصيب المواطن، قد دفع بهؤلاء إلى التعامل معنا بمنطق العام زين و كلشي مزيان و لسنا أوروبا ووووو هلم جرا من خطاب ” السكاتة ” و ” الله يوفقكم لسانكم راه كاتعجبونا متميزون بموادكم “.

و مع كل هذا، فإنني لست مستعد لتقديم أسماء الاشخاص الذين تواصلنا معهم لطلب إطلاق أسبوع أو يوم دراسي نأطر فيه عشرات المواقع و أصحاب الصفحات الكبرى و بعض الجمعيات ، بقدر ما أنني مستعد لنشر هذه التجربة من باب الأمانة الوطنية و توثيق الظرفية .

و كما أشرنا فإننا و ما نقدم يحمل المسؤولية و لا يتحمل الهروب منها ، عبر التعبئة و ضرب الاشاعة و تهدئة الأوضاع ، لأن هذا الوباء الذي انتقل من الإنسان ليسكن صفحات التواصل الإجتماعي بالمدينة و باقي المغرب ، لهو أخطر بكثير من إنتشاره بين الأحياء و ما أظن أن رواد الإشاعة و مروجوها بأحياء…

 

[embedyt] https://www.youtube.com/embed?listType=playlist&list=PLRxofYsT9e0CSFZEOOaFwd6bJLnacDMUv&v=G3oxqtaEIyM&layout=gallery[/embedyt]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى