المجلس الوطني للصحافة المغربية، الإشاعة بين الشبر و الدراع
لسانكم :
مدير التحرير ، سعيد عيسى المعزوزي
هل سنكون مضطرين ككل مرة للدفاع عن مكسب وطني يجب أن ندعمه ليأخد مكانه رويدا رويدا ؟
قطعا ، حتى ولو كانت كل المعطيات صحيحة فمن الممكن للحجة أن تكون غير سليمة خصوصا إذا بنيت ملامحها من قبل مستخدم غير سليم، و تسمى هذه الحالة بالمغالطات المنطقية التي تستهدف الشكل قبل الجوهر…كلام لا يفهمه إلا الكبار .
أقول هذا الكلام و أنا مقتنع من منطلق معرفة عبد الله البقالي معرفة عميقة حينما كان يطل علينا و نحن شباب في حي باب احساين بسلا داخل مقر حزب الإستقلال رفقة رضوان كوتة و الكيحل و الهادي و الآخرون ، حيث جمعنا حب التربية و التخييم و فضاء النبراس المسرحي .
و مرت سنوات إلى أن لحقت بي لعنة الهجرة ، و إبان عودتنا للوطن كان تعاملنا مع الجسد الصحفي عبر المجلس الوطني مبني على الدلائل المهنية بعيدا عن ” أنا كنت ولد الحزب ” أو انا صديق فلان وصاني بيك .
إن ما ذُكر في مجالس البعض ، أن المجلس بدأ يربط شرط الحصول على البطاقة المهنية أو يفرض الإنتماء الحزبي، أمر واه من الصحة بدليل أن من روج لهذه المغالطات أو الإتهام أصلا لم تتوفر فيه أهم الشروط القانونية فكيف للمجلس ان يمنح صفة مهنية لهيئة غير قانونية.
و هنا يتضح أن هناك ميل إلى البدء من الإشاعة قبل بناء حجة تدعم هذه الحقيقة، بل يمكنني القول أن أغلب الناس سيستخدم المغالطات المنقولة ليبني حجة تؤدي إلى النتيجة المطلوبة ، و هذه أمور درسناها في الإعلام بأوروبا .
في الحقيقة، إذا كان عدم حصول البعض على البطاقة لأسباب قانونية فلماذا لم يتم توجيه اللوم و الإشاعة إلى النيابة العامة التي انزلت آلة القانون لتضمن حق الممارسة القانونية ؟ ، و لكن رواد التشهير أصبحوا يكيلون بالمكيال و هو أمر يضرب في مصداقية منابرهم.
كما أن ترويج روايات غير صحيحة ، بهدف تخويف الناس من المجلس غالبا يستخدم إما بمعطى خاطئ أو مغالطة منقولة لبناء حجة تؤدي إلى التحاقن .
لذلك فإن الحجة السليمة لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة خاطئة ابداً. و من الصواب أن نتعلم كيف نتعرف على المغالطات المنقولة لكي نقدم حججاً منطقية سليمة قوية.
قد اتحدث بناء على تواصلي مع بعض أعضاء المجلس للإستفسار و نقل توجسي إليهم في الأمر ، اولائك اللذين أسسوا بناءه من خلال سواعد ناضلت من أجل إخراج الفكرة إلى الواقع ( المجلس )، و لكن إنزعاج هاتفي بشكل مستمر و هو يستقبل إشاعات و مغالطات دفعتني إلى تقديم المقال كحجة دالة على أن المجلس يحاول تنزيل آلة القانون بالرغم من أنه يحاول أن يتعامل ببعض المرونة ، إلا و أننا في آخر المطاف نفسر المرونة على أنها خوف و في ” الكرش عجينة بايتة ” .
جدير بالذكر بعد ما تحدثت بتواضع ، أن الإشاعة ظاهرة اجتماعية قديمة عمرها من عمر التواصل الاجتماعي حتى في أقدم أنماطه، و مع ذلك يمكنني القول أنها ستستمر في الإنتشار و التأثير في عصر التقنية الفائقة غير عابئة بما أنجزه زملائنا من أجلنا.
إن خبر ، حصول المهني على بطاقة الصحافة من المجلس بشرط أن يكون محزبا يمكن لي أن أقدمها بروايتي الخاصة :
المسألة برمتها مجرد خبر كاذب أو قصة مفتعلة حقيقتها ” اعطيني ولا نعطيك ” ، و الأمر كله اختلاط الكلام وكثرته من دون طائل…رفع الكلام فقوموا إلى مهامكم رفعكم الله .