أولويات المجتمعات ما بعد سنة الوباء و بداية سنة 2021 و ما بعدها
لسانكم :
س ع المعزوزي،
كشفت مؤسسة أبحاث السوق العالمية Euromonitor International عن الاتجاهات التي ستحدد سلوك المستهلك وتؤثر على استراتيجيات الأعمال هذا العام في تقرير جديد ، كأفضل اتجاهات عالمية للمستهلكين لسنة 2021 “، حيث خلقت جائحة COVID-19 توجهات مختلفة و أثرت على اتجاهات تقليدية و هو ما سيعجل باستحداث اتجهات جديدة و ذات أولوية لدى الشعوب المتقدمة في عام 2021 بما في ذلك المستهلك الشرس…
و توقعت تقارير مدفوعة الغرض تحدثت عن وضعية المحصلة الثلاثية لدى دول أوروبية ، أن ما يقرب من 70 ٪ من المهنيين يتوقعون أن يكون المستهلكون أكثر قلقًا بشأن الاستدامة في الإستهلاك من ذي قبل استحداث وباء COVID-19.
كما أن الرغبة في سهولة التنقل والمناسبات العفوية والاندفاعية وبساطة الحياة قبل الجائحة أصبح أمر فيه إعادة نضر من قبل أغلب الأسر و المجتمعات، حيث أصحت أولويات الأمان تغلب مفهوم الإنتقال إلى أماكن في الهواء الطلق للترفيه والتواصل الاجتماعي بسلاسة.
و تأكد أغلب الدراسات التي جرت أن هناك توجه عام بالعالم، إلى استخدام الأدوات الرقمية للبقاء على اتصال في المنزل ولتسهيل الإجراءات التجارية و المهنية و الدراسية الأكثر أمانًا في المنافذ الفعلية (Phygital Reality)، و هو ما أقدمت عليه أسبانيا حينما أصح نظامها الصحي يشكف على المرضى عبر الهاتف و من خلال تطبيقات ذكية تفاعلية .
و من الواضح أن المجتمعات المتقدمة ، أصبحت أكثر اكتساب للمرونة المكتشفة حديثًا ، خلال جدولة الأنشطة بترتيب غير تقليدي يتناسب مع متطلبات الوقت الفردي عن بعد (اللعب مع الوقت أي كسب مزيد من الوقت).
و قد برز كذلك أولوية عدم الإهتمام بوسائل الإعلام التقليدية ، حيث برز عدم الثقة في وسائل الإعلام الحكومية ، في تحدي مباشر للمعلومات المضللة ووضع احتياجات الفرد في المقام الأول ( الحرب على القلق الذي ولد سنة 2020) .
و شكل ارتباك السياسيين مع الوضع خلال خطاباتهم في عام 2020، أحد أولويات المجتمعات في الإصغاء و الإمتثال حيث شارك الفاعل السياسي المغربي بنسبة 10٪ فقط من قدرته التواصلية خلال الجائحة و بنشاط سياسي أواجتماعي غير مُرضي للغاية.
وفرض هوس السلامة الفردية أقصى درجات الحرص على تعاملات الفرد و المؤسسات ، حيث أصبح طلب خدمات لا تلامسية من خلال معايير صحية استثنائية و منتجات تعزز النظافة والمناعة ، يشكل ثورة التعامل المستقبلي و أولويات كل المجتمعات المتقدمة بخلاف الدول النامية و المتخلفة .
و من المؤكد أن إعادة تقييم و ترتيب الأولويات سعياً وراء حياة أكثر إشباعًا لتحسين المرونة العقلية قد اهتزت وأثارت قلقا حكوميا مسكوت عنه، حيث كان للاكتئاب والصحة العقلية تأثير معتدل أو شديد على 73٪ من المستهلكين مند شهر ماي من السنة الماضية إلى غاية السنة الحالية 2021.
و من أهم الأولويات التي أصبح تؤسس لمجتمعات مختلفة تماما عن السابق ، هو مضاعفة ترشيد النفقات و الميزانيات المنزلية بحذر عبر شراء المنتجات والخدمات ذات القيمة المضافة وبأسعار معقولة، و هو ما أصبح يكرس البحث عن توازن جديد بين العمل والحياة ، حيث برزت قيم التعاون و التعامل عن بُعد كتعريف لبيئة سلوكية دولية جديدة في أفق السنوات المقبلة .
فمن وجهة نضري ،
فإن عام 2021 سيكون عامًا محوريًا سينتج أولويات تتمحور مع المتحور الجيني للسلالات الوبائية ، حيث سنشهد حدود صارمة بين مناحي العمل و التمدرس والحياة الشخصية تتطور مع تطور الوضع و لو افتراضيا.
وقد قرأت عددا من التقارير الألمانية و الإسبانية ، التي تتحدث عن إيجاد استراتيجيات متوافقة مع اتجاهات المستهلكين في فترات انتشار الأوبئة على تمكين الشركات من تحمل ما هو غير متوقع و التغلب على المحن بخلاف بعض الشركات التي قفزت أرقامها في عدد من الدول النامية و المتخلفة .
و تتوجه كل الدول المتقدمة إلى تقوية أسس رقمنة التعاملات الخاصة و العامة، حيث تنضر إلى أن الرقمنة الحالية قفزت بها إلى النجاة نسبيا من الهلاك بحسب تقارير دولية .
و تتوجه الحكومة المغربية برآسة سعد الدين العثماني في هذا السياق و لو بوثيرة متواضعة و منها المخجلة حيث تسعى إلى الوصول إلى مستوى جيد في أفق أحلام اليقضة .