آخر الآخبارمقالات

الحصيلة العددية و الحصيلة السياسية لانتخابات البرلمان الأوروبي….

لسانكم: عبد الله بوصوف

يرى امين عام مجلس الجالية المغربية الدكتور عبد الله بوصوف ، أن ما حدث ليلة فرز نتائج الإنتخابات البرلمانية الأوروبية شكل ليلة بيضاء لدى الأحزاب و مقرات الجرائد و القنوات التلفزية الدولية .

و جاء في نص نشره بوصوف كاتبا :

لقد عاشت الأحزاب و مقرات الجرائد و القنوات التلفزية ليلة بيضاء لتفكيك نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي…و للتعليق على تصريحات القادة السياسيين…

و الجدير بالتذكير منذ البداية هو قوة الآلة الإعلامية لليمين و اليمين المتطرف و الذي قاد حملة انتخابية قوية كانت احد برامجها الكلاسيكية المهاجرين و الإسلام و المساجد…لكن الجديد في هذه الحملة هو تأثير الحربيْن الدائرتين في أوكرانيا أوكرانيا و غزة / فلسطين…

لقد هتفت الآلة الإعلامية بالنصر حتى قبل بداية الحملة و مهدت ” سردياتهم ” بقبول مباديء متطرفة و عنصرية في ثوب الوطنية و الهوية…

الأكيد أن قراءة الحصيلة العددية لانتخابات يونيو تختلف من بلد أوروبي إلى آخر ( 27 دولة ) ، و من هيئات و تحالفات حزبية إلى أخرى…
ففي ألمانيا مثلا حافظ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على المرتبة الأولى و تقاسم كل من الديمقراطي الاجتماعي و البديل المركز الثاني و الثالث…و في هولندا تزعم حزب الخضر المشهد الانتخابي أمام حزب المتطرف فيلدرز الفائز بالتشريعيات الأخيرة و في فرنسا اكتسح حزب ماري لوبان النتائج بفارق كبير على حزب الرئيس ماكرون…لكن هناك فوز مهم لكل من ايريك زمور ،و زعيم حركة الساحة العمومية رافييل غلوكسمان…

و في إسبانيا فاز الحزب الشعبي بفارق بسيط أمام حزب سانشيز مع تقدم لحزب فوكس…و في إيطاليا فازت ميلوني بحصة كبيرة لكن حزب شلاين(الحزب الديمقراطي ) كان هو أكثر الأحزاب تصويتا بالمقارنة مع نتائج 2019…كما عرف حزب سالفيني نزيفا قويا و هجرة نحو حزب ميلوني و حافظ حزب برلوسكوني على نتائجه ،كما تقدم حزب الخضر و اليسار بمراكش مهمة مقابل تكمش حزب خمسة نجوم و في الدانمارك تقدم حزب الخضر على اليمين….في هنغاريا فاز اوربان لكن بنتائج اقل من 2019…

هذه قراءة سريعة لحصيلة عددية تميزت بتبادل المراكز بين احزاب اليمين و اليمين المتطرف…فانجاز ميلوني سنة 2024 حققه سالفيني سنة 2019… وإنجاز ماري لوبان في الرئاسيات الفرنسية سيعوضه انجاز الشاب بارديلا في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو…

و بانتقالنا للدائرة الكبرى سنقف أن رئيسة اللجنة الاوروبية فان دير لاين أعلنت عن فوز الحزب الشعبي الاوروبي…189 مقعد…كما ان أعضاء التحالف الكبير حصلوا على 135 مقعد بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين و 80 مقعد للبيراليين Renew… في حين ان مجموعة المحافظين الاصلاحيين(ميلوني ) 72 مقعد و مجموعة الهوية و الديمقراطية 58 ( ماري لوبان )…
فحسب لغة الأرقام ، بامكان مكونات التحالف الكبير ( الحزب الشعبي الاوروبي و اللاشتراكيين الديمقراطيين و الليبراليين ) الاستمرار في تسيير مؤسسات الاتحاد الأوروبي و لجانه خاصة اللجنة الاوروبية و رئاسة البرلمان الأوروبي و المؤسسات المالية و القضائية…
طبعا مع بعض التغييرات و تحضير تحالفات خاصة حزب الخضر 52 مقعد…

أما الحصيلة السياسية لانتخابات يونيو فقد جاءت بزلزال سياسي بفرنسا أعلن على اثره الرئيس ماكرون عن حل البرلمان و تشريعيات مبكرة في 30 يونيو و يوليوز…و هو قرار لم يلق ترحيبا كبيرا في فرنسا حتى ان البعض وصف قرار الرئيس” بالمتسرع ” وانه وقع تحت ضغط تصريحات اليميني المتطرف بارديلا…في حين أنه لم يكن ملزما بذات القرار و كان له متسع الوقت لتدبير أزمة نتائج الانتخابات…
لقد فتح ماكرون مرحلة سياسية قوية بفرنسا قد ترهن نتائجها الرئاسيات القادمة خاصة إذا فاز بها أنصار لوبان…كما فتح انتخابات مفصلية أمام حملة انتخابية تحت وقع فصل الصيف و تنظيم أولمبياد باريس و انتظار حوالي 15 مليون سائح بباريس وحدها…
اما الحصيلة السياسية بايطاليا فهي أفول نجم ماتيو رينزي الذي لم يصل للعتبة و زعزة داخل حزب سالفيني و خمسة نجوم…
و في بلجيكا فقد قدم الوزير الأول استقالته لفشله في تحقيق نتائج إيجابية و فوز أحزاب ذات خلفية انفصالية…

لقد علق أغلب المتتبعين عن الحصيلة السياسية الكارثية بكل من فرنسا و ألمانيا…بأنه تصويت عقابي لكل من شولز و ماكرون لفشل سياساتهما الاقتصادية والاجتماعية…و لموقفهما من الحربين في أوكرانيا و غزة / فلسطين….و تصعيدهم الأخير بالمشاركة في الحرب و توسيع الدائرة بإرسال طائرات و جنود إلى اوكرانيا…خاصة تصريحات ماكرون أثناء استقباله للأمريكي بايدن يوم 6 يونيو…

الآن و في ضوء هذه النتائج العددية أو السياسية ينتظر انتخاب ” اورسولا فان دير لاين” كرئيسة للجنة الأوروبية كبداية لمرحلة جديدة و لتحالفات جديدة و هجرات بين المجموعات المجموعات السياسية داخل البرلمان الأوروبي.. و قبل كل هذا استمالة الغير المنتمين حوالي 90مقعد للانضمام لهذه المجوعة أو تلك…
عبد الله بوصوف..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى