الحكومة: النقابات شريك أساسي ومنفتحون على مقترحاتها لتدبير تداعيات جائحة كورونا
لسانكم :
جدد رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، دعوته للمركزيات النقابية للإسهام في تقديم مقترحاتها لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، معبرا عن استعداد الحكومة لدراستها والتفاعل الإيجابي معها، بحكم أن النقابات شريك أساسي، يسهم في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للشغيلة، وكذا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
وأوضح رئيس الحكومة، في اللقاء التشاوري الذي عقده عن بعد مساء يوم السبت 30 مايو 2020 مع الأمناء العامين والكتاب العامين للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، الذي افتتحه المشاركون بالترحم على روح الفقيد الوطني الكبير الأستاذ عبر الرحمان اليوسفي، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار اللقاءات التشاورية التي أعلن عنها أمام مجلسي البرلمان.
كما أوضح رئيس الحكومة أن اللقاء فرصة لتبادل الآراء والتطرق للعناوين الكبرى لمقترحات المركزيات النقابية، في انتظار تقديم هذه المركزيات النقابية مذكرات مكتوبة تتضمن مختلف اقتراحاتها، سواء ما تعلق منها بتخفيف الحجر الصحي وخطة إنعاش الاقتصاد الوطني وكذا ما يتعلق بقانون المالية التعديلي برسم 2020.
وبالمناسبة، ذكّر رئيس الحكومة بعدد من الإجراءات التي اتخذت، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وتحت إشرافه، والتي جنبت بلادنا الأسوأ صحيا واجتماعيا، كما “استطعنا بفضل الله أن نتحكم في انتشار الوباء”، لكن على شاكلة معظم البلدان، يستدرك الرئيس، “هناك تداعيات اقتصادية واجتماعية وكذا إدارية، وهناك قطاعات إنتاجية توقفت، إما كليا أو جزئيا، والمطلوب منا الآن مواجهة هذه التأثيرات السلبية بكل شجاعة، خاصة الآثار الاقتصادية، التي ترتبت عنها آثار اجتماعية، بسبب التوقف عن العمل لعدد كبير من العمال، مما أثر على مستوى دخلهم، وذلك رغم المجهود الذي بذل لتحقيق حد أدنى من الدعم لهذه الفئة المتضررة”.
وقدّم رئيس الحكومة خلال الاجتماع عددا من المعطيات بخصوص الأوضاع الاقتصادية، أبرزها على سبيل المثال تراجع الصادرات في عدد من القطاعات، بنسب وصلت في بعض القطاعات إلى 95 %، إضافة إلى الشلل الذي أصاب القطاع السياحي، وكذا الانخفاض الملحوظ في تحويلات المغارب المقيمين بالخارج.
لكن بالمقابل، أشار الرئيس، إلى وجود قطاعات حافظت على نشاطها، خاصة بالقطاع الفلاحي والصناعة الغذائية، والصيد البحري، مما مكن من الاستمرار في توفير المواد الغذائية للمواطنين وتموين الأسواق.
كما عرفت قطاعات أخرى نشاطا متميزا، خاصة ما يتعلق بإنتاج المستلزمات الطبية من مواد التطهير والكمامات والألبسة الواقية، والتي حققت لبلادنا الاكتفاء الذاتي، مع بداية تصدير بعضها.
وفي الشق الاجتماعي، أوضح رئيس الحكومة أن ما يقارب مليون أجير توقفوا عن العمل بسبب توقف حوالي 160 ألف مقاولة، وهذا التوقف شمل عددا من القطاعات (الصناعة، التجارة، الخدمات، البناء…).
كما تناول الكلمة الأمناء العامون والكتاب العامون للمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية منوهين بالجهود المبذولة، كما تقدموا بمقترحات أولية حول المواضيع المطروحة، وأثاروا الانتباه لعدد من القضايا التي تهم العمال والأجراء، سواء خلال فترة الجائحة أو بعدها، كما عبروا عن استعدادهم للتعاون من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني ودعم المقاولات والحفاظ على مناصب الشغل.