الرباط يناقش دور الإعلام في تعزيز التنمية الترابية والتعبئة التضامنية الوطنية ” ندوة”
لسانكم :
سلط المشاركون في مائدة مستديرة نظمت، اليوم الأربعاء بالرباط، الضوء على الإعلام ودوره في التملك الجماعي لرهانات التنمية الترابية والتعبئة التضامنية الوطنية، وذلك بحضور فاعلين محليين وإعلاميين وأساتذة جامعيين وخبراء في مجالات مختلفة.
ويسعى القائمون على هذه الندوة، المنظمة من طرف مجلس مقاطعة أكدال-الرياض، في سياق تخليد اليوم الوطني للإعلام والاتصال، إلى الإسهام في إثراء النقاش حول أهمية الدور الطلائعي الذي تقوم به وسائل الإعلام الوطنية كمساهم أساسي في جهود التنمية، من خلال حشد الرأي العام الداعم والبناء لإنجاح مشاريع الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
كما يهدف هذا اللقاء إلى عرض ومناقشة الوظائف التنموية والاجتماعية المحلية والوطنية للمنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي الإخبارية، من خلال محورين رئيسيين هما دور الإعلام الوطني والمحلي في تعزيز التنمية الترابية، وكذا دوره في دعم التعبئة التضامنية الوطنية أثناء الأزمات والكوارث.
وبهذه المناسبة، دعا رئيس مجلس مقاطعة أكدال-الرياض، عبد الإله البوزيدي، المسؤولين عن تنفيذ وإنجاح البرامج التنموية، سواء على المستوى المركزي أو المحلي، إلى التخطيط لأنشطة الاتصال كجزء من استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار توضيح الأهداف، وتحديد الجمهور المتلقي والمعني بهذه البرامج، وتصميم رسائل م قنعة، واختيار قنوات الإعلام المناسبة، ومواكبة ردود الأفعال والتعليقات، والتزود المتواصل بالمعلومات والأخبار والمعطيات، مشددا على أن تجاهل وظائف الإعلام من شأنه “خلق نوع من الارتباك والتشويش على مسارات تنفيذ المشاريع، ويفسح المجال أمام ترويج المعلومات والأخبار المضللة، وقد يضر بصورة المؤسسة ومصداقية الفاعل السياسي المحلي والوطني”.
كما سجل السيد البوزيدي أنه بفضل هذه المواكبة الإعلامية أصبح المواطن على دراية بتفاصيل وجزئيات مختلف الأوراش والمشاريع، مبرزا “نجاح إعلامنا الوطني في تحفيز السلوك التضامني الوطني في اللحظات والظروف الصعبة التي عاشتها بلادنا أثناء كارثة زلزال الحوز، وقبلها مأساة الطفل المغربي ريان، وتداعيات فيروس كوفيد-19”.
من جانبه، قال ممثل جامعة محمد الخامس بالرباط في هذا اللقاء، إدريس موماد، إن ندوة اليوم تشكل فرصة لتسليط الضوء على أدوار وسائل الإعلام في دعم التنمية ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
وذكر السيد موماد، في مداخلة له، بأن المغرب شهد على مدى العشريتين الماضيتين انطلاقة العديد من الأوراش التنموية الهدف منها الرقي بالمعيش اليومي للمواطن والارتقاء بتصنيف المملكة على مستوى مؤشر التنمية البشرية العالمي، مؤكدا أن هذه الأوراش “لم تكن لتصل إلى علم العموم لولا جهود المواكبة والتتبع من لدن الهياكل الإعلامية بمختلف تلاوينها المرئية والمسموعة والمكتوبة، وهي مجهودات أسهمت ولاتزال في التعبئة الإيجابية للرأي العام ودفعه إلى الانخراط بكل وطنية ومسؤولية في إنجاح مختلف الأوراش المفتوحة (..)”.
كما أشار إلى المجهود الذي ما فتئ يبذله الإعلام على مستوى الإقلاع الاقتصادي وكذا دوره المتميز والبارز في تعبئة الرأي العام والمجتمع وإحياء وإشاعة قيم التضامن والتآزر، مبرزا تموقع جامعة محمد الخامس التي “كانت دوما جزءا من الحدث ومساهمة في صناعته في شقيه التنموي والتضامني”.
وبالنسبة لعبد المجيد أباضة، رئيس قسم العلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، فإن الإعلام يضطلع بدور حيوي في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وخاصة منه إعلام القرب، وذلك بالنظر إلى كونه “المسؤول عن نقل المعلومات حول الأوراش الاقتصادية والاجتماعية والفرص المتاحة للاستثمار، مع تعزيز ثقة المواطنين وتحفيزهم”.
وفي هذا الإطار، أبرز السيد أباضة، في كلمة ألقاها بالنيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن الإعلام يساهم في توعية المجتمع وتحسيسه بقضايا هامة مثل الصحة والتعليم والبيئة وغيرها، مع نشر المعرفة حول مختلف المواضيع المتصلة بمفهوم التنمية المستدامة.
كما ذكر بدور وسائل الإعلام في تعزيز مفهوم الديموقراطية من خلال توفير منصة للتعبير الحر وتبادل الآراء والأفكار، بالإضافة إلى تشجيع المشاركة المدنية وتعزيز الشفافية والمراقبة ومكافحة الفساد.
وسجل السيد أباضة أن المغرب كان سباقا إلى تبني ميثاق وطني للإعلام والتنمية المستدامة، وهو التزام واتفاق متعدد الأطراف وساري المفعول منذ سنة 2017، مبرزا أن هذا الاتفاق وقعته ثلاثون مؤسسة من أبرزها المؤسسات الإعلامية والعديد من الجمعيات المهتمة بقضايا البيئة والإعلام.
يذكر أن أشغال هذه المائدة المستديرة تميزت بتقديم مداخلات متخصصة لصحافيين وإعلاميين يمثلون منابر إعلامية مختلفة، استعرض من خلالها كل واحد منهم تجربته المهنية في ارتباط مع مجالي التملك الجماعي لرهانات التنمية الترابية والتعبئة التضامنية الوطنية.