المعزوزي: غزة و إسرائيل بين المهداوي و الرمضاني، فُرجة لنشر الغسيل الصحفي في الأرجاء
لسانكم : بقلم سعيد عيسى المعزوزي
قام الصحفي حميد المهدواي بنشر مقطع جمع فيه ما هو إخباري بما هو تواصلي منتقلا إلى تحليل ذاتي لأحداث غزة و علاقتها بأبعاد المعالجة الصحفية الوطنية، و هو ما يتعارض مع ظوابط صناعة الرأي كمنتوج صحفي يُحبَذ أن يكون حيادي و خارج عن إبداء الرأي الشخصي اتجاه الآخرين.
و قد اشتغل المهداوي على مقارعة الحدود المهنية لزميله رضوان الرمضاني، حيث حاول رسم صورة خاصة للمعالجة الصحفية و الأعلامية من زاوية الموقف الشخصي للقضية الفلسطينة من وجهة نضر الرمضاني .
هذا المعطى، جعل من الزميلان المهداوي و الرمضاني الإندفاع إلى التراشق و رسم صورة ” صحافة الحضيض ” و تأكيد وجودها كتحصيل حاصل في المشهد الصحفي الوطني، حيث انتقل الصحفيان للرد على بعضهما عبر الحسابات الشخصية بنفس أسلوب و إيقاع كثير من المؤثرين الذين يقدمون محتوى مشين لا يحترم الخصوصيات الإجتماعية الخاصة دون العامة، ” و هي نمادج سبق و أن قدمها الرمضاني في كثير من برامجه عبر الآثير ” .
و لكي أقوم شخصيا بتشخيص حالة الزملاء تقييما لمشهد السعار الذي أصاب الجميع، فإن ما وقع لا يعتبر صراع صحفيين بسبب الأفكار أو لمعالجة المواقف أو لتقديم تفسير مهني صحفي.
لأن هذه الظاهرة قد أصبحت تحدث عندما يتنافس بعض الصحفيون أو وسائل الإعلام المختلفة أو المتنافسة على تقديم الأخبار والمعلومات دوليا دون التراشق و نشر الغسيل الشخصي.
لكن ما وقع بين المهداوي و الرمضاني، ليس بسبب إختلاف في التوجهات السياسية أو التحيزات الخاصة، أو بسبب المنافسة على المتتبعين أو المعجبين.
بل يعود الأمر و يزال لقصة الناقة و الجمل، بنشر معلومات مغلوطة أو غير صحيحة أو مسيئة عن بعضهم البعض بهدف زعزعة سمعة الآخر والحصول على ميزة تنافسية و مسرحة التفاعل.
هذا و لم نُراعي أن ذكر الأسماء ” و قولبة التهم ” ونشر المعلومات المغلوطة يعتبران أعمالًا غير أخلاقية في مجال الصحافة في أصلها و قيمتها، لهذا و عودة إلى تذكير الجميع بأول درس في مدرسة الصحافة ، هو أن الجميع مطالب بالعودة للصف و الإلتزام بأعلى معايير المهنية والأخلاق عند تقديم المعلومات و معالجة المواقف و لو عن بعظهما البعض.
و إلا فإن الجميع يخرج من دائرة الصحفي المُثـقف إلى ” رقاص المجالس ” !
قبل الختام ،
و أنا أشاهد بتمعن عميق محتوى الرمضاني مقابل محتوى المهداوي ، أكاد أجزم يقينا أننا كلنا أصبحنا في فلك الإفلاس المهني و الثقافي.
حيث ينبغي أن يتم تعزيز النقاش والتنافس البناء من خلال تقديم المعلومات الموثوقة و لو عن بعظنا البعض، والتحقق من المعلومة بشكل صحيح، وتجنب التشهير والانحياز .
في النهاية ،
لا يمكن اعتبار مقطع الرمضاني بالمُلجم للمهداوي ، كما لا يمكن اعتبار المهداوي بفصيح زمان الصحافة الوطنية، لأن الغسيل الذي نشر هذه الأيام قد تصدئت آلة غسيله ومس الصدأ الجميع، صحفي و مجتمع ، فتحولنا إلى مجرد ” …” ترقص في ساحة الحلقة و الله يهدي الجميع .
فما يقع ، يشكل ظاهرة ضارة تؤثر سلبًا على جودة وموضوعية المهني و الهيأة على حد سواء، وينبغي أن يعمل الصحفيون على تجنبها والالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية في مجالهم، و الله يرد بالجميع…