آخر الآخبار

المعزوزي : نتأمل في الجهة 13 ثم نُفكر خارج الصندوق و الجدية فرصتنا الاستثنائية…

لسانكم : بقلم ، سعيد عيسى المعزوزي

يدرك كثير من مغاربة العالم أو غيرهم أن للمغرب جهة لا يتم الحديث عنها إلا في إطار ضيق أو مناسباتي، و هي أحد أهم منابع الثروة ” العملة الصعبة ” بشهادة الخطابات الملكية المُنصفة.

و قد أقر المغرب على تمكين تقسيمه الترابي ليكون رهن آليات اللامركزية التي لم ترى النور لحد كتابة هذه الأسطر بشكلها المرغوب، حيث كانت الجهات 12 مدخلا لتفعيل أكبر ورش تدبيري مستقل للجهات في تاريخ الديمقراطيات الناشئة مثل المغرب .

و تعيش نخب مغاربة العالم، على وقع تساؤلات كبيرة ضلت عالقة في تأويلات غير مفهومة حول ماهية الجهة 13، كما أن مخاضًا كلما أوشك أن يقدم تساؤلات كبرى، يتم إنهائه من طرف أسرة مغاربة العالم عبر عملية قتل رحيم بحجج متكررة أهمها أن أغلبهم غير جاهزون لقيادة سفينة الجهة 13 بكل بساطة.

[yop_poll id=”3″]

و تعود هذه القضية، إلى توقعات غير دقيقة حول جاهزية نخب مغاربة العالم في تحمل المسؤولية السياسية داخل المغرب، لكن و مع إعطاء فسحة بسيطة للتأمل، سنكـتشف معا أن نُخبة مغاربة العالم لا زالت لم تتخطى عتبة المطلب التقليدي ” القديم-الجديد ” و المتعلق بالتمثيلية البرلمانية داخل المؤسسة التشريعية المغربية ، و رحم الله القائل ” راها فهامت بن دغل ، شي داها فالشكيمة وشي سرق البغل ” .

و قد ألفت نخبة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، على التشبث بنفس المطلب دون الانتباه إلى جهة تمثلهم بأكملها في سياقها الاجتماعي-الاقتصادي-التنموي، حيث يمكن لهذا المطلب أن يحقق تطلعاتهم أكثر من قضية التمثليات في المؤسسة التشريعية.

و لنفترض قطعا، أن المغرب نهج في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة سياسة إدماج فئة معينة و محددة، تلك التي لم تمثل كثير من مغاربة العالم إلا عبر صورة حزبية معينة، حيث شكل المشهد برمته مجر مكافئة سياسية لبعض منسقين الأحزاب السياسية المغربية في أسبانيا ليس إلا، كما أن هذا التمثيل لم يملئ أعين نُخب المغاربة إطلاقا لأسباب يعرفها الكثير.

و اعتقد يقينا، أن أهم خطوة يجب العمل عليها كورش تدريبي خارج سياق التطلعات الضيقة، هو إطلاق مشروع ” منتدى دولي ” يختلف كليا عن أي طريقة تنظيم تقليدية في الشكل و المضمون، تجتمع فيه مآت من نخب المغاربة المقيمة بالخارج و ضيوفهم لمناقشة عدة إشكالات و ليكون ورشا و فرصة يلتقي فيه الاحتفاء بالالتزام لمناقشة التطلعات الوطنية أكثر من المطالب الشخصية .

إن قضية الجهة 13، التي نَعرف و لا يُعرف عنها الكثير، كانت محط اهتمامنا حينما كنت أمثل هيأتي الإعلامية داخل المغرب في كثير من اللقاءات الرسمية، و حينما يتم الحديث عن النجاحات و فتح الفروع و المكاتب و التمثيليات عبر 12 جهة، أجد في كل مرة أولئك الفاعلين و المتدخلين في غمرة الحديث عن الاستحقاق و نجاحه سواء أكان مؤسساتيا أو غير ذلك، حيث يتم الترحيب بالضيوف من مغاربة العالم بين المشاركين دون الحديث أو التفكير و لو مجاملة  ” في إطار السكاتة ” عن إحداث فرع أو تمثيلية لهم في جهتهم ألا مفهومة جملة و تفصيلا، و بمعنى أدق أن مغاربة العالم خارج كثير من الحسابات.

[yop_poll id=”2″]

و لأن الظرفية العالمية فرضت متغيرات و إكراهات غيرت سقف التعاملات بين المجتمعات و الأفراد و المؤسسات، فإن الوقت جد مناسب لأن تعي نُخب مغاربة العالم، أنه آن الوقت لإيقاف التفكير داخل العلبة المعتادة، و أن ضرورة و حتمية الانضمام إلى تأسيس ” منتدى دولي ” يُذكر المهاجر المغربي حول أهمية تفعيل حقه الدستورية كقضية وجب العمل عليها دون استعطاف .

و في تجارب سابقة و كثيرة منها، فقد دأب كثير من مغاربة العالم، على التواصل عبر تنظيمات صغيرة تم تأسيسها في عدد من ربوع الدول الحاضنة للهجرة أوروبيا و عربيا و عبر الأمريكتين، إلا و أن تجارب أزيد من 20 سنة، أكدت أن كل هذه الفعاليات قد انقسمت بين عصى موسى و سحرة فرعون، مما تسبب في حالة من شتات الرأي و الرؤية لأسباب لا يسع ذكرها تمت دراستها و فهما.

و خلال اتصالات أولية لي مع عدد من أصدقائنا هنا و هناك، فقد أكد بعضهم دعم الفكرة و المبادرة، كون المهاجر المغربي لا يحتاج الآن إلا لجرعة بسيطة من فيتامين الثقة و بعض الضمانات لإنجاح أي لقاء دولي يفتح نقاشا سنوي دون العودة أو طلب الدعم و المساندة من الفاعل السياسي داخل المغرب و إنما باعتماد الإمكانات و الآليات المتاحة بالدول المستقبلة للهجرة ، كما أن جنة الذكاء الإصطناعي عبر نافدة الرقمنة قد تكون منفذا لتعبأة كبيرة للحدث دون الحاجة لأي تعبأة كلاسيكية غير مجدية في  الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى