آخر الآخبارمقالات

المعزوزي : هذا سر نجاح ” مول الحوت ” صانع أقوى تأثير في تاريخ مرحلة الغلاء بالمغرب

لسانكم: س ع المعزوزي

 ” مقال صغِيور و مطِيور “

يعتقد كثير من المغاربة أن نجاح صرخة عبد إله المعروف الآن ب ” مول الحوت ” بتوجهه إلى ” التيك توك ” كان من قبيل تسريع فكرته البريئة من وجهة نضرنا جميعا .

ثم اعتقد آخر أن توجه ” مول الحوت ” إلى جيبه أولا ثم إلى لغة بسيطة للغاية و أهم ما فيها ذكاء التواصل مع مستضعفين الأمة ممن جار عليهم غلاء و توحش الأسعار هو مكمن نجاح صرخة إقلاع.

هذا ليس كل شيء ،

حيث لا يمكن اعتبار هذه القراءات صحيحة في الشكل و الجوهر، لأن في الأمر قصة أخرى أدركها جهابدة قراءة مآلات الوضع ، و فهمتها دواليب أعلى سلط الدولة متوجهة إلى تقدير المآل و ما سينتج عنه ، حيث اعتقدنا مخطئين أن ” مول الحوت ” ضغط على زر الخطر مبكرا.

ما في الأمر ،

هو أن مول الحوت فكرة عميقة في فلسفة أهدافها ، تلقاهى المواطن بشكل غير مسبوق لكنها كانت ذكية و غير قابلة للإصطدام مع ” مالين الشغل ” ، زد على ذلك فإنه بوعي أو بدون وعي فإن صاحبها سافر عبر الزمن لأزيد من 14 عشر قرنا مضت ليعيد ظبط عقارب السوق وفق تصور عقدي و تركة ناجحة تركها أمير المؤمنين و خليفة رسول الله سيدنا عمر رضي الله عنه .

مرة أخرى ، فإن القيل ليس كل شيء ،

فقد ذهب على نهجه الراحل الملك الحسن الثاني حينما قدمت له داخليته أنذاك و إبان حياته توجساتها من غلاء و ارتفاع لبعض السلع فما كان من جانب الملك الراحل سوى العمل بنهج خليفة الرسول .

ففي الوقت الذي قال فيه عمر ابن الخطاب مقولته الشهيرة ” أرخصوها بتركها ” فإن ” مول الحول ” بعثر أحجار المفهوم ووضع فلسفة أخرى مفادها ” أرخصوها تضهر مساوؤها و حسناتها ” ..إيه نعم فإن الشاب المراكشي ضغط على زر الخطر ،  بل و انتقل إلى طرح مفهوم تجاري فلسفي أرعب كبار و صغار التجار مما عجل بلملمة المشهد و من يشهد باحتواء القضية برمتها.

” مول الحوت ” فكرة و تحصيل حاصل لفرصة سلسة توثق الكيف في إنهاء مرحلة غلاء الأسعار في عقر مخازنه و جيوب المتلاعبين بسوق المرحلة ، لأن الشاب عبد إله أثبت للمغاربة أن المستحيل تكسره عزيمة الإعتقاد بأن الله هو من سخر حضوره ليكون عنوان مرحلة تؤتت لـــ لتوسيع دائرة ” مول اللحم ” و مول الدجاج و مول الطحين و مول السكر و مول الزيت و هلم جرا …

ختاما ،

فإن ” مول الحوت ” اعتبر كصانع أقوى تأثير في تاريخ مرحلة ارتفاع الأسعار، كونه وظف التواصل بطرح الحل و ليس بطرح التفاهة و الكذب ، لأن من المخاطر الرئيسية لغلاء الأسعار في المغرب هي زيادة تكلفة المعيشة وتأثيرها السلبي على قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الأساسية، كما يمكن أن يؤدي غلاء الأسعار أيضًا إلى زيادة مستويات الفقر والانقسام الاجتماعي، وتقليل القدرة التنافسية حيث يتضرر الاقتصاد بشكل عام.

و لأن ” مول الحوت ” اتخد مبادرة الحد الذاتي من مخاطر ارتفاع أسعار السمك ، رغم ارتفاع الإنتاج المحلي و الوطني، إلا و أن غياب الرقابة على الأسواق لمنع الاحتكار وتلاعب الأسعار قدم لنا عبد إله ” مول الحوت ” الفكرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى