رشيد العبدي..كتابة فصل جديد في مسار الجهوية المتقدمة ” مختصر الرجل تحت مجهر المرحلة”
لسانكم : س ع المعزوزي،
لم تمر سوى أسابيع قليلة على إطلاق نقاش مهم حول إنزال الجهوية المتقدمة ليخرج الفاعل السياسي برمته من سنة كانت حاضنة لكثير من المكاسب السياسية تارة و نبراس إلهام و إبداع في كيفية الإنزال تارة أخرى .
و قد كان حضور رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، أبرز أولئك الذين أحسنوا التعامل مع الوضع العام و مراحل إنزال هذا الورش المغربي الذي انتضرته كل جهات المغرب بفارغ الصبر و الإنصات .
بأسلوب ديداكتيكي العبدي يؤكد أن مكانة المغرب و الجهوية المتقدمة وجهان لعُملة التنمية و التطور …
ففي الوقت الذي ساهم فيه العبدي عبر نقاش “مناظرة طنجة” حول مواكبة الجهات والجماعات الترابية في “الاستعمال الناجع لرافعة الاقتراض كآلية لتمويل برامجها الاستثمارية” ورفع الموارد المالية المركزية المحولة إلى الجهات ، فقد لاحض المترقب لورش الجهوية المتقدمة بالجهة أن اليقين السياسي لرئيس جهة الرباط سلا القنيطرة ينبع من إرادة عميقة تريد تحقيق التنمية الترابية المنشودة بما يضمن تجويد الأداء المالي للجماعات التي منحها المُشرع حيزا من تحصيل مواردها الجبائية الذاتية.
هل سينجح العبدي في المساهمة في كتابة تاريخ الجهوية المتقدمة بحكمة و تأني !
يحيلنا ما قام به العبدي السنتين الأخيرتين غير متناسين السنوات التي خلت، إلى مفهوم واحد مفاده أن الرجل خزان سياسي براكماتي قادر على إحداث الفرق في مسار تدبير ملف التنمية المحلية المرتبط بفلسفة التنزيل الهادئ و هو ما شهدت به أقلام و نقاد مغاربة و غيرهم حتى أعداء الرجل .
و يعي المترقب للمشهد العام ، أن هدوئ رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة و انشغاله في تنفيد مهامه دون ضجة بخلاف البعض، يؤهل الرجل إلى قيادة الجهة مرة أخرى في شكلها الحديث، خصوصا و أن ما أعلن عنه مؤخرا خلال الورش المغربي الكبير ” ورش الجهوية المتقدمة“، قد فتح نقاشا واسعا و خلق سباقا من نوع جديد بين جميع الأوساط .
العبدي حارب أقلام التطرف بالتصرف…
اعتاد العبدي، عدم الرد عن كثير من أنواع التطرف السياسي و اللفظي، من إشاعات و تنمر المتحدثين خلف الحواسيب و الصور، بما في ذلك الإعتقاد المهزوز الذي يضل على حرف، أو من أطلقوا على أنفسهم تسمية ” المناظلين ” الذين يجوبون أودية المواقع و منابر معينة لكسب الرغائب باسم الشعارات الكبرى…
هذا الأسلوب الذكي و المرن في حد ذاته نقل العبدي من كتابة مساره و إنجازاته إلى كتابة ديباجة تنفيذ مسؤولية الثقة الملقاة على عاتقه ، و هو ما أكده حضوره الفاعل و المتفاعل ليتحول الرجل إلى شوكة مؤلمة في حلق أعداء التنمية الترابية بالجهة .
و عودة إلى لب الحديث ،
فإن الطريقة التي كان يحارِب بها العبدي تطرف بعض الأقلام الغير واعية بخبايا الأمور، برز في عدم التفات الرجل لما يصاغ بصيغة الكيد، حيث طرح العديد من الأجوبة المشروعة حول كيفية خدمة الجهة و ليس الرد على أعداء تنميتها .
كيف ينتقل العبدي من مربع المجلس و المجالس…
انطلاقا من تسريع التنزيل و تطوير الآليات و تقوية القدرات و استمرارية تفعيل الآليات التشاركية للحوار والتشاور، فإن جهة الرباط سلا القنيطرة و عبر مجلسها الكبير و الذي يمثل أقوى و أغنى و أهم جهة بالمغرب، يضل محط انشغال المجالس الشخصية الضيقة الأفق ، حيث اعتادت الجهة برآسة العبدي تنزيل مفهوم ” و اعملوا ” حيث لعب الرجل دورا مهما و محوريا في تشخيص تطلعات الجهة .
جهة الرباط سلا القنيطرة بين حِبر صاحبة الجلالة و حِبر جلالة الملك.
كما لا أخفي سرا أنني سبق لي و أن جالست أحد رجال الثقة إبان التفكير في متابعة عمل الجهة، حينما طُرح عنا سؤال عن الجهة التي نود ممارسة إعلام القرب عبرها لتكون فرصة لتنوير الرأي العام ، لأجد نفسي أنادي بتسمية رجل المرحلة المقبلة فكان ذلك مجرد نضرة استشرافية منا سنة 2022.
و يعي كثير ممن يعون مدركين أن جهة الرباط سلا القنيطرة ، لا تقل شأنا و اهتماما و مكانة عن جميع جهات المغرب لدى جلالة الملك محمد السادس، و مع ذلك تضل جهة العبدي انطلاقا من ” مدينة الأنوار ” مركز قرار الدولة الشريفة تنزل عند منازل الإرتقاء و يرتقي عندها أبناءها الشرفاء .