سلا…تحويل المدينة إلى قطب سياحي آمن مسؤولية صعبة التحقيق “واقع المرحلة”
لسانكم: سعيد عيسى المعزوزي
انتهت اشغال إعادة تهيئة المدينة العتيقة في جو اختلط فيه الرضى بالسخط، و مع ذلك فإن المدينة تضل تقاوم عنتريات أهلها.
و قد راجت مؤخرا بعض صور ” العكار على الخنونة ” و التي توثق لمرافق تحمل الطابع التقليدي المُحدَث بفتح الدال ، حيث اختار السلاويون كعادتهم التشدق بالأصالة في جو يملئه ” الطوط المخوي على الحيوط ” ( عبارة سلاوية عريقة ) …
و يعيش بعض السلاويون نوعا من الإعتقاد أن ما بداخل أسوارهم بداخل أحاسيسهم ” الباردة ” لأن الدفئ سرقته البلطجة و الوافد الذي فرض وجوده بالسلاح الأبيض و ترويج المخدرات و السرقة الموصوفة و الإعتداء المستمر على الأشخاص و المحلات دون الحديث عن رغبة التبول على أركان العراقة و ما أوجدته مراحل التاريخ.
و من المفارقات العجيبة ، حينما لا تعلم السلطات المحلية كلها و جلها ، بأن أحد كبار المستثمرين الأمريكيين يبيت ليلته بالمدينة العتيقة في مشهد ” لهلا يعاود هاد الليلة “…و التفاصيل في جعبتنا إلى حين الإدلاء بها بالصورة المغمورة الغير منشورة.
فإنني أذكر نفسي و أنا لست ببعيد عن ما يجري بسلا ، فإن تحويل المدينة إلى قطب سياحي آمن يستدعي الكثير من الجهود والتخطيط الجيد.
و لا يمكن الاعتماد على قوات الأمن فقط لتوفير حماية للسكان والزوار على حد سواء ، و لكن هناك أمور أخرى سبق و أن تطرقت لها في مقالات اخرى و لأن أعزنا الله جميعا أن” ذلك المذكور يتعلم من التكرار ” فلا داعي .
و اعتقد أنه من أولويات إعادة تهيئة المدينة العتيقة، كان يلزم علينا وضع وسائط مراقبة بصرية على غرار مدن مثل برشلونة العتيقة و كوبن هاجن العتيقة و بروكسيل العتيقة و باريس العتيقة وكثير.. فلماذا استثنينا سلا ؟
ولأن تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات السياحية لجذب المزيد من السياح، يستدعي وضع تصور شامل عن سلبيات و إيجابيات الفئة المجتمعية التي تعيش في البيئة التي تم إعادة تهيئتها. إضافة إلى ذلك، كان من المهم تعزيز الوعي الأمني بين السكان المحليين لضمان سلامتهم وسلامة الجميع من أجل مستقبل المدينة الذي قد يتحول بين عشية و ضحاها إلى سوق سياحي و مورد اقتصادي مهم يعود على شباب المدينة الذي تحول إلى عنوان للبلطجة و منارة ” للحضية و التبركيك ” فإن المدينة ستضل حاضرة في المكان و الزمان مختصمة مع الوجدان…لأنها أصبحت خارج مخاطر السياحة على نفسها، كون التأثير على الثقافة المحلية والتقاليد، وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية والبيئية لن يؤدي إلى أي تلوث أواستنزاف، لأن العقلية تلوثت في الأصل و لم تعد تعرف ما المسلك الثقافي الذي ستلكه.
كما أن السياحة المتوقعة لن تؤثر على التوازن الاقتصادي في المجتمع المحلي لأن المدينة ليس لها أي هوية تعرف بها لحد الآن، حيث أن واقع المدينة العتيقة و تعاطيه مع مفهوم السياحة قد لن يزيد من الفجوة بين الطبقات الاجتماعية فيها لأن الجميع في طبق و طبقية واحدة، بل قد تُسبب السياحة في زيادة الازدحام وتأثيرات سلبية أخرى على البنية التحتية الضعيفة والخدمات العامة لأن المدينة غير مؤهلة فكريا و سلوكيا للتعامل مع السياحة الكمية.
و لكي أكون واضحا في مقالي ، فإننا محتاجون إلى هيئات مدنية ” سامحها الله ” لكي تحرك مؤخراتها الراقدة على الدعم العمومي لإطلاق مبادرات ثقافية لتدريبنا تدريبا مستمرا حول كيفية التعامل مع السياح .
مثلا ، 1 كـتـثقيفنا حول أهمية السياحة وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد المحلي، 2 تقديم تكاوين على الظيافة وخدمة العملاء لتعزيز التفاعل مع السياح ، 3 تشجيع الحفاظ على الثقافة والتقاليد المحلية لجذب السياح المهتمين بالتجارب الأصيلة، 4 تطوير البنية التحتية للسياحة ووسائل الراحة لتلبية احتياجات الزوار ، 5 التواصل مع الفاعلين المحليين لتعزيز التعاون وإنشاء حزم سياحية تعرض أفضل ما في المجتمع السلاوي ، 6 انتهاء بتنفيذ ممارسات السياحة المستدامة لحماية البيئة ودعم النمو الطويل الأجل للصناعة.
و بدلا من التعاركية يجب تبني مفهوم التشاركية وتجنيد الصحافة و الإعلام المحلي وبعض المنابر التواصلية النزيهة إلى إطلاق رسائل توجيهية إلى الساكنة حول أهمية الأمر…
و اعتقد من وجهة نضري أنا سعيد عيسى المعزوزي ، و باتباع هذه الخطوات يمكن للمجتمع السلاوي الاستعداد بشكل فعال للسياحة التي قد تعود بالنفع على الزوار و سكان العتيقة على حد سواء.
أخيرا ، إذا طُبقت هاته المحاور الست التي ذكرتها في نهاية المقال ” آجيو عكرو ليا بالعكار الهندي ماشي الفاسي “…