عبد الله بوصوف يُفصل دلالة تخليد اليوم الوطني للمهاجر
لسانكم :
تحرير س ع المعزوزي
حضر أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد عبد الله بوصوف ضيفا على بلاطو الأخبار المسائية بالقناة التلفزية الأولى يوم أمس الخميس ، حيث تحدث عن أهمية الاهتمام الملكي السامي الموصول الذي يحيط به جلالته أافراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج .
و فصل السيد بوصوف دلالات تخليد المغرب لليوم الوطني للمهاجر كتقليد سنوي مشيرا إلى الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة للجالية المغربية المقيمة بالخارج .
و قال بوصوف ، أنه منذ سنة 1990 و في كل الخطابات الملكية، خاصة في خطابات يأتي على ذكر الجميع للتنويه بالجالية و على شكرها على التواصل المستمر مع بلدها ، حيث لم يفت حث الحكومات المتعاقبة على ضرورة الاهتمام بملف الجالية وإلى إعطائه الأهمية اللائقة له.
و أضاف، أن صاحب الجلالة قد رفع السقف عاليا في الاهتمام بالجالية كما جاء في خطاب عشرين غشت من السنة الماضية الذي وضع فيه خطة طريق واضحة المعالم . و من الأمور التي طرحها حول الإطار التشريعي في السياسات العمومية و التأطير التربوي والثقافي أيضا ، و الإهتمام بالشباب و الأجيال الثالثة والرابعة وكذلك الإهتمام بالكفاءات وضرورة التواصل معها و التعرف عليها.
و قال بوصوف ، أن جلالته قدم في خارطة الطريق ذاتها تسهيل مهمة مشاركة مغاربة العالم في مختلف الأوراش المفتوحة في بلادنا ، كما أنه تحدث أيضا عن ضرورة تحديث الاطار المؤسساتي. مذكرا أن هذا الإهتمام المولوي السامي لم يتوقف حيث شكل تحديد هذا اليوم ” يوم عشرة غشت ” من كل سنة، و الذي كان بتعليمات ملكية سامية من أجل تخصيص يوم في السنة كعيد وطني للاحتفاء بالجالية المغربية .
هذا الاحتفاء بطبيعة الحال ، محطة للتوقف أولا عند المنجزات التي حققتها الجالية المغربية اتجاه بلدها و هو كذلك ما حققه المغرب أيضا تجاه جاليته.
و تحدث السيد عبد الله بوصوف، عن محطة مهمة لاستشراف المستقبل و بلورة سياسات عمومية تستجيب لانتظارات مغاربة العالم وحاجاتهم. حيث قال أن مهمة مجلس الجالية تقتضي مواكبتهم وتشجيعهم على انشاء استثمارات ببلدهم الأم المغرب، حيث يعمل على تذليل العقبات اذا صح التعبير ورفع التحديات التي ربما قد تعترض طريقه في تحقيق هذه المشاريع.
و أضاف بوصوف ، أن مجلس الجالية قام بدراسة عميقة حول انتظارات الشباب المغاربة في ميدان الاستثمار، ضمت حوالي الف وأربع مائة شاب في ستة دول أروبية ، كما نبه إلى أن الجالية تنتظر عمل أكثر ديناميكية في الجهات لأن الجهات إذا كانت وُجدت في المغرب فمن أجل المساهمة في خلق الثروة .
إذن، فالجهات ممكن أن تخلق بنك للمشاريع القابلة لاستقبال استثمارات مغاربة العالم لأن مغاربة العالم حولوا أكثر من عشرة مليارات دولار السنة الماضية، فقط نسبة ضئيلة منها حولت للاستثمار وأما الباقي فهو عمل تضامني تجاه الأسر، كما يجب الأن أن نعمل على رفع النسبة من تحويلات المغاربة نحو الاستثمار وهنا القطار البنكي لابد أن يقوم ، حسب تعبيره .
و قال عبد الله بوصوف، أن القطاع البنكي لابد أن يقدم مواد أخرى ومنتوجات أخرى من غير العقار والتحويلات. كما أن الجهات لابد أن تقوم بالإشتغال على قاعدة بيانات تضم المشاريع القابلة للاستقطاب باستثمارات العالم.
و فيما يتعلق بالتنمية، قال بوصوف ، أن مراكز التنمية الجهوية أيضا لابد أن تقوم بدور فعال بالتعريف أيضا بما تزخر به بلادنا من إمكانيات يمكن أن تستقطب هذه الاستثمارات.
اذا هذا ما وقفنا عليه بصفة عامة ولكن، ما يمكن أن نبتهج له هو أن هناك حرص وهناك استعداد لمغاربة العالم من أجل المساهمة في الإستثمار في المغرب، لاننا نعرف أن هناك تنافسية شديدة حول العالم من أجل استقطاب رساميل و هو ما يمكن أن يطمئننا أن هناك رغبة أكيدةو أن هناك حب و ارتباط وجداني بالمغرب.
و في سؤال حول الانتماء إلى الوطن، قال أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن حديث جلالة الملك و ما يكون من تعليمات سامية يشجع مغاربة العالم على التواصل المستمر مع وطنهم ، حيث ممكن أن نستفيد كثيرا من خبرة مغاربة العالم في الاستثمار و ربما اذا كان هناك خصاص في العملة فيمكن أن نعتمد أيضا عليهم ، كما نهيب بالبنوك المغربية أن تسعى لتقديم القروض اللازمة، لأن هناك أفكار خلاقة لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، و هذا يعني أن تقرير نموذج تنموي جديد جعل من ركائزه لاقتصاد المعرفة وهذا اقتصاد المعرفة نجده في الضفة الأخرى، كون الجالية تعيش في دول متطورة اقتصاديا و تكنولوجيا و صناعيا ، إذن فلابد أن نعمل على الاستقطاب لهذه الافكار وخلق المناخ وتوفير الظروف الملائمة لاستثماراته .
و قال السيد بوصوف من وجهة نظره السوسيولوجية، أنه بالرغم من التحولات البنيوية التي طالت كثير من الدول، فإن مغاربة العالم يحافظون على مغربيتهم وعلى تشبتهم بأصولهم و بقيمهم، حيث أشار إلى جانبين لإستمرار هذه القيم لدى الاجيال الصاعدة.
– أولا، أن هذه القيم لا تتعارض مع قيم البلدان التي يعيشون فيها وأن القيم المغربية هي قيم انسانية تستجيب لحاجيات الانسان أينما وجد ، فهذه القيم المغربية أيضا تسهل عملية اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.
– ثانيا، أن هذه القيم تجعل الانسان يفتخر بالانتماء اليها ولهذا نقول أن العلاقة التي تجمع مغاربة العالم بالمغرب هي علاقة ميتافيزيقية تفوق السياحة و فوق الاستثمار و تفوق كل شيء، إذن هي علاقة وجدانية و علاقة شعورية . و إن ذلك ذلك فنأخد مساهمات جزء من الفريق الوطني المغربي في العرس الكروي في كأس العالم في قطر حيث لاحظنا تلك العلاقة الموجودة التي تتماثل في القيم المغربية بين اللاعبين وأمهاتهم ، إنها قيم تضامن قيم دينية أصيلة .
و قد اثارت انتباه كثير من المحللين في العالم ومن دول متقدمة تمنوا أن تعود هذه القيم إلى بلدانهم التي فُقدت، اذا هذه القيم المغربية اعتقد أن لها قوة على جمع الناس على جمع الاواصر .
و اختتم السيد عبد الله بوصوف حديثه مذكرا أن صاحب الجلالة نصره الله في آخر خطاب العرش تحدث عن ضرورة الرجوع الى هذه القيم أمام الاهتزازات التي يعرفها العالم في المنظومة القيمية.
و أضاف، أن الرجوع الى هذه القيم حديثا عن القيمة الجيدية قصدها هنا هو قيمة التسامح، حيث يمكن بفضل مغاربة العالم أن نساهم في إعطاء بعد كوني لقيمنا الوطنية، في وقت يعيش العالم احتجاجات و اهتزازات و تشنجات هوية .