آخر الآخبارمقالات

المعزوزي : تفاعلا مع تَنَمُر فيصل القاسم على المملكة مؤخرا، لقد قدمتم خدمة تاريخية لنا

لسانكم :

بقلم سعيد عيسى المعزوزي،

يستمر الإعلامي فيصل القاسم ، و هو إعلامي سوري يحمل الجنسية البريطانية ومُقدم لبرامج على قناة الجزيرة في إصدار كتابات يتنمر عبرها على مكاسب الدولة المغربية تارة و على قيم و مقدسات المملكة تارة أخرى و بشكل مبالغ فيه .

و قد عُرف الإعلامي ، فيصل القاسم بشهرته ببرنامجه الحواري الاتجاه المعاكس وهو الأخ الشقيق للفنان السوري مجد الذي لم ينفع الإتجاه المعاكس في الصلح فيما بينهما .

منطقيا، فإن فيصل القاسم و شاكلته قد قدموا للممكلة المغربية خدمة تاريخية كانت تشكل عقدة كل كاتب و محلل مغربي فضل عدم البوح بها لأزيد من 30 سنة إلى أن حصحص الحق و تواترت الأحداث التي كانت كلها في صالح المغرب.

فقد شكلت مراحل التآمر على المملكة المغربية ، و محاولة زعزة استقرارها بما في ذلك المنطقة بأسرها حجر أساس تفكير الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه في توظيف المحنة لصالح المغرب ، هذا الأمر حمل الملك محمد السادس على محمل الجد و هو ما سنأتي على تفصيله .

فالمقال الذي نشره الإعلامي ، فيصل القاسم بعنوان : ” الدبلوماسية المغربية تكلل بالنجاح ” شكل مدخلا حقيقيا لترتيب هذا المقال بما يعزز تفسير حقائق كانت تغيب عن أغلب أغبياء الإعلام العربي الثوري الذي طالما شكل تهديدا مباشرا لأمن و سلامة المنطقة .

و من المعروف ، و كي لا ندخل في منطق الديكتاتيكية الدلالية أو الكنورولوجيا الرقمية للأحداث من سنة 1975 ، إلا أنني أريد فقط تهييئك سيدي القارئ أن تدرك أنه لم يكن من السهل على دولة خارجة من عشرات المآمرات بعد الإستعمار بعقود، أن تبرر أهداف تسلحها و تعزيز قدرتها الدفاعية خصوصا و أنها كانت مراقبة و مترقبة من طرف دول الجوار بما في ذلك الشريك الإقتصادي الحالي و العدو الثافي أسبانيا .

أمر آخر لم يدركه الإعلامي فيصل القاسم و شاكلته ، كون الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه حينما تسلم إرث المملكة وجد نفسه أمام عشرات الإكراهات بل يمكن القوم أن المغرب حينها كان على شفير السكتة القلبية في كثير من المناحي .

هذا الأمر ، عجل بالمسيرة الخضراء التي قدم فيها المغرب شعبه كأدرع بشرية مقدسة لإستعادة أرض مغتصبة دوليا ، نفس التركة التاريخية حملها الملك محمد السادس مند سنة 1999 ، حيث كانت إرثا ثقيلا و صعبا تطلب من الملك اتخاد وجهة وجودية كلفت المغرب الكثير ، لكن قراءة عميقة من طرف المؤسسة الملكية كانت تدرك مآلات الوضع و الإنتصار الذي سنحققه ولو بعد حين .

بالموازاة ، ظهرت أو إن صح التعبير ” خُلقت ” حناجر و كيانات و دول و دويلات و منابر إعلامية بما في ذلك التي اشتغلها الإعلامي فيصل القاسم ، في مواكبة مسار المغرب استفزازيا و تنمرا و هو ما شكل منعطفا مهما في دور و أهمية كل ما قام به هؤلاء لسنوات .

فالمغرب ، قد كان في أشد حاجة إلى تعزيز حضوره قاريا ، حيث بدأ بفتح أوراش كبرى و استقطب شراكات صناعية واقتصادية عالمية لينتقل إلى مصالحة شاملة مع القارة التي ينتمي إليها ، لكن هذه الأشياء لم تكن مربط الفرس أو مفتاح الخدمة التي قدمت للمغرب من طرف أعدائه .

فقد شكلت حرب الصحراء ، و مكائد و مآمرات الحكومات المتعاقبة على الجارة الجزائر ، أكبر خدمة و مبرر تاريخي لضرورة التسليح المحلي بما في ذلك إقناع دول مصنعة للأسلحة، أمر حول المغرب إلى أقوى دولة في أفريقيا بشهادة خامس أقوى جيش في العالم ” الجيش الإسرائيلي ” .

هذه الخدمة أو الفرصة التاريخية ، ما كان لها أن تتحقق لولا اقتناع الدول المصنعة للأسلحة المتطورة لسد حاجيات المؤسسة العسكرية المغربية بترسانة حربية قلبت موازين القوة إقليميا .

إن التنمر الإعلامي الذي مورس على المغرب مند سنوات جعله ينتبه إلى أمر خطير للغاية، لم تنتبه له أفئدة صانعي فيصل القاسم و شاكلته ، و هي أن المغرب عمل على خلق امتداد إفريقي و خلق شراكات عسكرية مكنته من استعمال و توظيف إمكانات لوجيستية عسكرية في العمل الإنساني أكثر مما أستعمل في زعزعة دول بالمنطقة من قبل أنظمة قمعية انهارت أخيرا .

و استمر المغرب في ضل كل مظاهر التنمر على وحدته و حدوده، في تبرير تعزيز قدراته الدفاعية و اقتناء أقوى المقاتلات و المعدات و هو الأمر الذي أقنع دول كبرى لتزويد المغرب بحاجياته العسكرية خدمة لقضيته العادلة و دعوة ملكية إلى قادة دول العالم المصنعة للأسلحة بدعم المغرب ليكون شريكا في تحقيق السلم العام في القارة .

لم يعي فيصل ، و أشقاءه في الفكر و الإعتقاد ، أن المغرب الحالي قد انتقل من تعزيز قدراته العسكرية مشكروين ، إلى تعزيز أمنه الإجتماعي التضامني ، و هو ما جعل المغرب يوجه دعوته الأخيرة لإسبانيا أن تتخد موقفا واضحا في قضيته الكبرى .

و سيواصل المغرب ، توظيف المكاسب لصالح السلم العالمي ، لغة لم يكن على استعداد لفهمها كثير من أبناء جلدة فيصل و الجيران الأشقاء .

و هو ما يعزز حقيقة مفهوم دولي، أن الفوز الديبلوماسي للمغرب ليس هو الذي نراه الآن بقدر ما أنه كان يلازم المغرب كلما اقتنع العالم بقضيته، متفاعلا و مزودا مؤسسته العسكرية بموارد حربية أكدت أن وضعه الحالي بقيادة الملك محمد السادس ، ليس ذلك المغرب قبل 30 سنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى