الجوكر 2019 الكراهية و الحب و الهوس يصيب الجميع .
لسانكم :
س ع المعزوزي
نفتتح القول بأن الفيلم 2019 Joker – و مع كل الإنتقادات التي وجهت له و حتى ما ساكتب عنه ، سيضل إنجازًا سينمائيًا مثيرًا للإعجاب .
حيث يقدم أداءً استثنائياً وإن كان بطل الفيلم فنانًا رائعًا خلال إخراج متميز ترك خلاله بصمته كمخرج و كممثل “Joaquin Phoenix “، إلا و أنه و بتعبير أمريكي فإن القصة سامة لفترة محفوفة بالمخاطر الإجتماعية، كونها تجسد واقعا معينا و لكنها تكرس أو تحرض عليه مستقبلا.
لكن ، هل العالم حقًا بحاجة إلى فيلم وحشي عن شخصية إرهابية بيضاء تستخدم عنفًا بشتى الوسائل للانتقام من المجتمع الذي يرفضه ؟ وهل نحتاجها الآن ؟
أولا وبعد تقديم العرض الأول ، و كي أكون منصفا في النقل و التحليل فإن الأكثر إثارة للدهشة حول هذا النقاش الناشئ دوليا و الذي انتقل إلى المغرب ، هو أن الأشخاص الوحيدين الذين شاهدوا الفيلم هم حتى الآن نقاد و سينمائيون مغاربة ، لكن معظم الضجة الحاصلة عن الفيلم صادرة الآن من بين أولئك الذين لم يروه لحد الساعة.
و حتى قبل صدوره ، فقد كان فيلم جوكر موضوعًا للجدل الكبير، و الآن بعد عرضه في دور السينما في جميع أنحاء العالم ، يبدو أن بعض رواد السينما اكتشفوا شيئًا آخر لا يعجبهم في الفيلم: الموسيقى التصويرية على وجه الخصوص.
و قرب نهاية الإثارة التي استمرت ساعتين ، يتحول آرثر فليك الذي يعاني من الكآبة الشديدة والاكتئاب بشكل غير متوقع (يصوره خواكين فينيكس) إلى جوكر الشرير ، وهو يرقص مع غاري غلتر موسيقى روك أند رول .
غاري جليتر ، النجم البريطاني السابق لموسيقى الروك ذلك الذي شهدت مسيرته الموسيقية نجاحًا كبيرًا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، هو أيضًا محب للجنس و اتهامات سابقة كما أنه أمر لم يشفع له في الفيلم.
لكن شهادات على مواقع التواصل الإجتماعي ، لعبض المتهمين في جرائم الجنس من أبطال الفيلم ، بأن الفيلم قد أشعل صراعًا تامًا حوله.
لكن الفيلم يضل يصور تلك الشخصية الفاسدة والمبهجة التي تجعله أكبر عدو لمحيطه، هذه الصفات نفسها غرست الخوف والاشمئزاز بين منتقديه الأكثر صخبا ، وخاصة عندما تحولت شرور واقعنا ببطء في هذا الاتجاه الذي يشرحه الفيلم.
الفيلم اعتبره خبراء السلم النفسي و الإجتماعي بالولايات المتحدة الأمريكية أنه وقود للعنف بدون مبرر ، و في بيان خاص اعترفت مؤسسة وارنر بروس بهذه القضية كاتبة :
“يمثل العنف المسلح في مجتمعنا قضية بالغة الأهمية ، ونقدم تعاطفنا العميق مع جميع الضحايا والأسر التي تأثرت بمثل هذه المآسي.
وشركتنا لها تاريخ طويل في التبرع لضحايا العنف ، بما في ذلك أورورا ، وفي الأسابيع الأخيرة انضمت الشركة إلى قادة الأعمال الدوليين لدعوة صناع السياسة إلى سن تشريعات جديدة للتصدي لهذا الوباء وفي الوقت نفسه ، تعتقد وارنر بروس أن إحدى وظائف سرد القصص هي إثارة نقاشات صعبة حول مثل هذه القضايا المعقدة.
إنطلااقا من الشخصية الخيالية جوكر ، ولا الفيلم .
و لا نرى أن هذا الفيلم تأييد للعنف الواقعي من الدرجة الأولى ، و ليس المقصود من الفيلم أو المخرجين أو الاستوديو أن يحولوا هذه الشخصية إلى بطل في الذاكرة العالمية “.