إلى القناة الإسبانية الأولى | عاش الشعب…و ماذا بعد ! ؟
لسانكم :
س ع المعزوزي
بعد الحملة الإعلامية الإسبانية بخصوص ما تعارف عليه قضية ” الكناوي “، يمكننا القول أنه و من الواضح أن موضة هذه الأيام توضيف الأحوال الشخصية و التلاعب بالكلام، و إن صح التعبير أن هناك محاولة لإختبار المواقع قبل المواقف ، نعم عاش الشعب و من يكره منا أن ندعو بطول العمر لهذا الشعب العزيز!
لكن و قبل أن نخوض في الكلام يجب أن نصنف أنفسنا تصنيفا يليق بنا ، على الأقل فهناك بيننا من يريد أن يعيش جمال الوهم ليُغرق نفسه في جلباب نضال ” الزعيم بوب مالرلي ” بتعبير الحشاشين.
هل نحن شعب الله المختار ؟ أم شعب الظرفية المحتار ؟
قيل لنا و نحن في شدة التيه ، من احتار فل يلزم الأرض و بتعبير شعبي غير قدحي ” اللي داخ يشد الأرض “.
و مع ذلك فإننا سنختار التصنيف المشرف و سنناديه الشعب العزيز اقتداء بنداء ملوك المغرب له عبر مآت السنين و من خلال العديد من المحطات و المواقف منها الحرجة .
و هنا سأعود إلى الملك الراحل الحسن طيب الله ثراه ، في وقت كان المغرب يمر من أصعب المواقف و مع ذلك كان الملك الراحل لا يتوارى عن منادات شعبه بوصف العزة.
إن في الكلام جرة أذن أوقظ خلالها ذلك الضمير الحي الذي لا زال تائه في دواخلنا .
فالملك الراحل الحسن الثاني ، مند أن اعتلى عرش أسلافه و هو يصارع كيد الحاقدين على المغرب ، صراع من أجل إخراج المغرب من العدم و ما فتئ حتى ابتلي المغرب مرات عديدة بسكتات إقتصادية سبقتها عمليات غدر و خيانة و مع ذلك لم يسقط هذا الشعب الطيب من صفة العزة عند ملوكه في كل خطاباتهم ” شعبي العزيز ” ، يقولها و هو في أصعب الظروف .
عاش الشعب ، نداء أو تسمية أو صفة أو لنسمها كما شئنا ، لكنها لا يجب أن توظف في غير محلها ، لأن كلمة عاش الشعب نداء و دعاء بطول عمر شيء غال و عزيز ، أطال الله عمرنا أجمعين …
لكن !
سأقوم مرة أخرى بتنبيه نفسي و هذا الشعب العزيز، أن نعود جميعا لنتمعن من جديد في تركة الصراع الإديولوجي الذي أورثاه فينا الجرير و الفرزدق .
و لقد حاول بعضنا تسلق جبال التحدي حينما وصف هذا الشعب العزيز بالمدمن في أحد أنشوداته الجريئة، و هي صفة أقل ما يمكن القول عنها ” سخونية الراس ” و ستعود بالبرودة و أنشودة ” ياندامتي ” ستكون متلازمة الجدران.
نتفق كلنا أن الوضع العام للوطن لا يقدم أي صورة ملموسة للتغييرفي ظل الحكومة الحالية و مردودها الإصلاحي السيئ بدرجة سيئ جدا جدا ، كما أنه و من وجهة نضري الشخصية ، ستكون أغلبية السي العثماني المسؤول الأول و المباشر على ارتفاع مزيد من التحاقن و ترسيخ مفاهيم هجرة الإحترام و الذات و حب الوطن .
و لقد أصبح إشاعة الفشل ومزيد من الفشل تلوى الفشل ، مدخلا يؤسس لفضاء اجتماعي غير قابل لتصديق الوعود السياسية الإصلاحية .
كنتم أعزة فأذلكم الله …
ففي الوقت الذي كنتم تعدون و تجاهدون في خنادق المعارضة، كنتم أعزة في نضر هذا الشعب العزيز و بعدما اطلع الله على قلوبكم و لم يجد فيها خيرا إلا عند أركانكم، مكنكم لما تصبون إليه ليتأكد لهذا الشعب العزيز عند ملوكه و أصدقائه من المجتمع الدولي، أنكم حكومة يجب أن يلتفت إليها العالم و أن تكرمها أرقى الديموقراطيات بجائزة نوبل كحكومة عارفة بالكلام .. ” لا يآخدكم الله باللغو في أيمانكم و لكن يآخدكم بما كسبت قلوبكم “.
عاش الشعب ، عنوان الفصل الأخير في مسيرة حكومتكم و أدائها السيء بدرجة سيئ جدا جدا…كما أننا لسْنا في حاجة إلى مقارنات حزبية من خلال فترات تقلُدها لأمانة تسيير و تدبير الشأن العام للمغاربة و لكن يجدر القول ردا على استعمال و توضيف ” عاش الشعب “، أنه و من باب التذكير أن المغرب و بضمانات ملكية نجحنا في اجتياز محطات صعبة ظنَّ – في إبَّانها – العديد من المراقبين و المتابعين و الخصوم الكائدين أن المملكة المغربية لن تستطيع الوقوف بثبات أمام قوة أَعاصِيرِهَا.
بل و تَبَيَّن بعدها للجميع أن أسلوب الملك الهادئ في تحقيق السلم و التآخي ، دليل ملموس على النبوغ المغربي الراقي في صِنَاعَةِ تجربةٍ مغربية-مغربية ، و في ترسيخ الديمقراطية الإصلاحية تحت ظلال الإستقرار و الأمن رغم مآت الحملات التشويشية الداخلية و الخارجية .
و كما قال عبد المجيد مومر الزيراوي في أحد مقالاته : ” باسْمِ ولاد الشعب .. عاش الملك “
فإن سنة 2019، أبت إلا أن تغادرنا و في ذكراها سخريات المشهد ، السكّير و العربيد و الحشاش يمسون أشرافنا و الخرقاء تحرق من أوروبا علمنا … و ما هو إلا قذف للشجرة المثمرة و شكون اداها فيك يا عارية الأغصان …