آخر الآخبارمجتمع

بعد مقطع شاطئ الصويرة هل ستجند الدولة كل وسائل الإعلام و الصحافة للتوعية ؟

لسانكم :

بقلم سعيد عيسى المعزوزي،

– ماهي الأسباب التي جعلت الجسد الصحفي و الإعلامي لا زال يهتم بالمواضيع الحزبية أكثر من تناوله لتوعية متتبعيه لأهم أسباب انتشار الفيروس بين الأسر ؟

– وهل فَهِم الجسد الصحفي المغربي حقيقة الدور الذي يجب أن يلعبه من أجل التوعية إزاء هذا الوباء ؟

– وهل عرّفت المواقع و الجرائد المغربية بما في ذلك وسائل الإعلام الغير الرسمية متتبعيها، لطبيعة الوباء و خطورته وأعراضه وطرق إنتقال العدوى وأساليب الوقاية ووسائل العلاج ؟

أخيرا ،

– هل ستُجند الدولة و السلطة المحلية بجل ربوع المملكة ، وسائل ووسائط الإعلام الرسمي و الغير الرسمي في هذه الحرب الطويلة الأمد، على مستوى التوعية و إنتاج مواد أسبوعية تستهدف فئات معينة من المجتمع و التي قد استعصت فهما لدور السلطة و الدولة لما تقوم به بشكل يومي من أجل حمايته ؟

في الحقيقة لا أنكر أن الإجابة عن هذه التساؤلات الكبرى، لا تعني بالضرورة و الأساس المحلل الصحفي بقدر ما أنها تهم الدولة التي أصبحت تسعى جاهدة لتصفية ذهنية المواطن أكثر من محاصرة الوباء .

ففي الوقت الذي لم يعد يخيف الوباء الدولة المغربية ، أصبح يؤرقها عدم المسؤولية التي أصبح يعبر بها المواطن من خلال سلوكه بشكل يومي .

كما أن الفراغ في منظومة الإنتاج و الإبداع او تنويع وسائط التنوير في وقت أصبح الإعلام المجتمعي والتدوين هو الجيل الجديد للصحافة الإلكترونية ، وقعت بعض المواقع المغربية المشهورة في أخطاء مهنية فادحة تجلت في نقل التدخلات بشكل روتيني و ممل ، ليتأكد لنا كجسد إعلامي أننا لسنا قادرين على إنتاج فكر إعلامي يمكننا تسميته ” إعلام الطوارئ ” أو ” صحافة الطوارئ “.

هذا النوع من الإعلام ، هو نفسه الذي نقل أوروبا إلى مراحل مفصلية أهمها ” الحياة مع الوباء ” بعد فهمه و التدريب عليه ، هذا الإعلام الذي أفرز نقلا جديدا في مضمونه هو نفسه الذي كنت أنادي به و لازلت مند أن لحقت بي لعنة عشق هذه المهنة ، تلك التي سماها في وقت من الأوقات الزميل ” محمد التيجيني ” بمهنة المخاطر بدلا من المصاعب .

ففي اليوم الذي أصبح للإعلام المجتمعي والتدوين دوراً هاماً في التأثير على الواقع المحيط بنا وتغيير مجريات الأمور، كان نفس هذا الإعلام المجتمعي أهم الأدوات التي استخدمها المدافعون عن الحقوق لعنونة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، و لكن سؤال يطل علينا من عمق النص، لماذا لم نتحدث يوما عن حقوق الدولة ؟ و لماذا في ظل حالة الطوارئ نجتهد في صياغة أحكام تقليدية نلبسها رجال السلطة و اللبسة أننا في وجه خرق الوضع العام نتشدق بأعذار واهية ؟

إن طرح هذه العناوين و الأسئلة المرحلية جاء بعد جولات يومية أقوم بها بين الرباط و سلا لأقف عند معانات السلطة بشكل يومي مع ذهنية مواطنين لم يصدقوا لحد الساعة أنهم في خطر .

كل هذا و رغم النتائج الملموسة التي أبانت عليها الدولة المغربية في محاصرة الوباء بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلا و أن تجنيد كل مكونات الإعلام الرسمي و الغير الرسمي في المرحلة القادمة و على المدى الطويل، سيكون خيارا استراتيجيا لا يجب الإغفال عنه ، كون أغلب الصحف الرقمية أوجدت تسمياتها من رحم المجتمع، فبذلك نجد أن الجرائد الرقمية منابر اجتماعية أخدت شكل إعلام جديد مند نشأته، لأنه أزاح و بقوة الإعلام التقليدي حيث أوصل الأخبار والصور والفيديوهات والمقالات والآراء بأسلوب أسرع وأسهل من الإعلام التقليدي، بل يمكن لنا القول أنه كان رائدا في إحتكار المعلومة و تعميمها.

و لأن صحافة المواطنة أو ما يمكن تسميته ، ” النشاط على مواقع التواصل بمسؤولية ” لم يستبدل الاعلام التقليدي، بل بالعكس فهو يحوم في نفس الدائرة أي أن أي قضية يتداولها الإعلام الاجتماعي يطرحها الاعلام الرقمي ليتفاعل معها التقليدي فتصبح قضية رأي عام في أقل من 48 ساعة .

إذن ، و من هذه المعطيات و التجربة المغربية الرائدة في مجال الحريات و حماية صانعي المحتوى و الخبر الإجتماعي ، قد يكون من الضروري تفعيل مبادرات على مستوى الجهات لتجنيد جميع مكونات اللإعلام الرسمي و الغير الرسمي في مضاعفة الجهد الجماعي لتوعية المواطن، للخروج من الجائحة بأقل الخسائر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى